شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ٢٠٧
بن فضيل، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبي سعيد الخدري، رحمه الله قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله، فانقطع شسع (1) نعله، فألقاها إلى علي عليه السلام يصلحها، ثم قال: (إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله)، فقال أبو بكر الصديق: أنا هو يا رسول الله؟ فقال: لا، فقال عمر بن الخطاب:
أنا هو يا رسول الله؟ قال: (لا، ولكنه ذاكم خاصف النعل) - ويد علي عليه السلام على نعل النبي صلى الله عليه وآله يصلحها.
قال أبو سعيد: فأتيت عليا عليه السلام فبشرته بذلك فلم يحفل به، كأنه شئ قد كان علمه من قبل.
* * * وروى ابن ديزيل في هذا الكتاب أيضا، عن يحيى بن سليمان، عن ابن فضيل، عن إبراهيم الهجري، عن أبي صادق، قال: قدم علينا أبو أيوب الأنصاري العراق، فأهدت له الأزد جزرا (2)، فبعثوها معي، فدخلت إليه فسلمت عليه، وقلت له: يا أبا أيوب، قد كرمك الله عز وجل بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، ونزوله عليك، فما لي أراك تستقبل الناس بسيفك، تقاتلهم هؤلاء مرة وهؤلاء مرة! قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إلينا أن نقاتل مع علي الناكثين، فقد قاتلناهم، وعهد إلينا أن نقاتل معه القاسطين، فهذا وجهنا إليهم - يعنى معاوية وأصحابه - وعهد إلينا أن نقاتل معه المارقين، ولم أرهم بعد.
وروى ابن ديزيل أيضا في هذا الكتاب، عن يحيى، عن يعلى بن عبيد الحنفي، عن إسماعيل السدى، عن زيد بن أرقم، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وهو

(1) الشسع: قبال النعل، وهو زمام بين الإصبع الوسطى والتي تليها.
(2) الجزر: جمع الجزور، وهو ما يذبح من الإبل.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335