شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٣ - الصفحة ١٣٢
خلوا سبيل هذا، لا سبيل لكم عليه، فأقبل إلينا ذلك الذمي، فأخبرنا الخبر، وقد سألت عنهم، فلم يخبرني أحد عنهم بشئ، فليكتب إلى أمير المؤمنين فيهم برأي أنته إليه، إن شاء الله.
فكتب إليه أمير المؤمنين عليه السلام: أما بعد، فقد فهمت ما ذكرت من أمر العصابة التي مرت بعملك، فقتلت البر المسلم، وأمن عندهم المخالف المشرك (1)، وإن أولئك قوم استهواهم الشيطان فضلوا، كالذين حسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا، فأسمع بهم وأبصر يوم تخبر (2) أعمالهم! فالزم عملك وأقبل على خراجك، فإنك كما ذكرت في طاعتك ونصيحتك، والسلام.
قال: فكتب علي عليه السلام إلى زياد بن خصفة، مع عبد الله بن وأل التيمي، كتابا نسخته:
أما بعد، فقد كنت أمرتك أن تنزل دير أبى موسى حتى يأتيك أمري، وذلك أنى لم أكن علمت أين توجه القوم، وقد بلغني أنهم أخذوا نحو قرية من قرى السواد، فاتبع آثارهم وسل عنهم، فإنهم قد قتلوا رجلا من أهل السواد مسلما مصليا، فإذا أنت لحقت بهم فارددهم إلى، فإن أبوا فناجزهم، واستعن بالله عليهم، فإنهم قد فارقوا الحق، وسفكوا الدم الحرام، وأخافوا السبيل. والسلام.
قال عبد الله بن وأل: فأخذت الكتاب منه عليه السلام - وأنا يومئذ شاب - فمضيت به غير بعيد ثم رجعت إليه، فقلت: يا أمير المؤمنين، ألا أمضى مع زياد بن خصفة إلى عدوك، إذا دفعت إليه كتابك؟ فقال: يا بن أخي، افعل، فوالله إني لأرجو أن تكون من أعواني على الحق وأنصاري على القوم الظالمين. قال: فوالله ما أحب أن لي بمقالته

(1) الطبري: (الكافر).
(2) كذا في ج والطبري، وفي ا، ب: (تحشر).
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بقية رد المرتضى على ما أرده القاضي عبد الجبار من الدفاع عن عثمان 4
2 ذكر المطاعن التي طعن بها على عثمان والرد عليها 11
3 بيعة جرير بن عبد الله البجلي لعلي 70
4 بيعة الأشعث لعلي 73
5 دعوة علي معاوية إلى البيعة والطاعة ورد معاوية عليه 74
6 أخبار متفرقة 91
7 مفارقة جرير بن عبد الله البجلي لمعاوية 115
8 نسب جرير وبعض أخباره 117
9 44 - ومن كلام له عليه السلام لما هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى معاوية 119
10 نسب بنى ناجية 120
11 نسب علي بن الجهم وطائفة من أخباره وشعره 122
12 نسب مصقلة بن هبيرة 127
13 خبر بني ناجية مع علي 127
14 قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي 128
15 45 - من خطبة له عليه السلام في الزهد وتعظيم الله وتصغير أمر الدنيا 152
16 فصل بلاغي في الموازنة والسجع 153
17 نبذ من كلام الحكماء في مدح القناعة وذم الطمع 154
18 46 - من كلام له عليه السلام عن عزمه على المسير إلى الشام 165
19 أدعية على عند خروجه من الكوفة لحرب معاوية 166
20 كلام علي حين نزل بكربلاء 169
21 كلامه لأصحابه وكتبه إلى عماله 171
22 كتاب محمد بن أبي بكر إلى معاوية وجوابه عليه 188
23 47 - من كلام له عليه السلام في ذكر الكوفة \ 197
24 فصل في ذكر فضل الكوفة 198
25 48 - من خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام 200
26 أخبار علي في جيشه وهو في طريقه إلى صفين 202
27 49 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه وتمجيده 216
28 فصول في العلم الإلهي: 217
29 الفصل الأول وهو الكلام على كونه تعالى عالما بالأمور الخفية 218
30 الفصل الثاني في تفسير قوله عليه السلام: " ودلت عليه أعلام الظهور " 221
31 الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر 222
32 الفصل الرابع في نفي التشبيه عنه تعالى 223
33 الفصل الخامس في بيان أن الجاحد له مكابر بلسانه ومثبت له بقلبه 238
34 50 - من خطبة له عليه السلام يصف وقوع الفتن 240
35 51 - من كلام له عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام على شريعة الفرات بصفين ومنعوهم من الماء 244
36 الأشعار الواردة في الإباء والأنف من احتمال الضيم 245
37 أباة الضيم وأخباره 249
38 غلبة معاوية على الماء بصفين ثم غلبة علي عليه بعد ذلك 312
39 52 - من خطبة له في وصف الدنيا ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا 335