في الفلوات هي جنس من الشياطين فتتراءى للناس وتتغول أي تتلون تلونا فتضلهم عن الطريق فتهلكهم فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وقال آخرون ليس المراد بالحديث وجود الغول وإنما معناه ابطال ما تزعمه العرب من تلون الغول الصور المختلفة واغتيالها قالوا ومعنى لا غول أي لا تستطيع أن تضل أحد ويشهد له حديث آخر لا غول ولكن السعالى قال العلماء السعالى بالسين المفتوحة والعين المهملتين وهم سحرة الجن أي ولكن في الجن سحرة لهم تلبيس تخيل وفى الحديث الآخر إذا تغولت الغيلان فنادوا بالأذن أي ارفعوا شرها بذكر الله تعالى وهذا دليل على أنه ليس المراد نفى أصل وجودها وفى حديث أبي أيوب كان لي تمر في سهوة وكانت الغول تجئ فتأكل منه قوله صلى الله عليه وسلم (فمن أعدى الأول) معناه أن البعير الأول الذي جرد من أجر به أي وأنتم تعملون تعترفون أن الله تعالى هو الذي أوجد ذلك من غير ملاصقة لبعير أجرب فاعملوا أن البعير الثاني والثالث وما بعدهما إنما جرب بفعل الله تعالى وإرادته لا بعدوى تعدى بطبعها ولو كان الجرب بالعدوى بالطبائع لم يجرب الأول لعدم المعدى ففي الحديث بيان الدليل القاطع لابطال قولهم في العدوي بطبعها قوله صلى الله عليه وسلم (لا يورد ممرض على مصح) قوله يورد بكسر الراء والممرض والمصح بكسر الراء والصاد ومفعول يورد محذوف أي لا يورد إبله المراض قال العلماء الممرض صاحب الإبل المراض والمصح صاحب الإبل الصحاح فمعنى الحديث لا يورد صاحب الإبل المراض إبله على إبل صاحب الإبل الصحاح لأنه ربما أصابها المرض بفعل الله تعال وقدره الذي أجرى به العادة لا بطبعها فيحصل لصاحبها ضرر بمرضها وربما حصل له ضرر أعظم من ذلك باعتقاد العدوي بطبعها فيكفر والله أعلم قوله (كان أبو هرير يحدثهما كلتيهما) كذا هو في جميع النسخ كلتيهما بالتاء والياء مجموعتين والضمير عائد إلى الكلمتين أو القصتين أو المألتين ونحو ذلك قوله (قال
(٢١٧)