وزجر غيره عن مثل هذا الفعل وهذا نظير أمر تلك المرأة التي لعنت الناقة بارسلها وأمر أصحاب بريرة ببيعها وأنكر عليهم اشتراط الولاء ونحو ذلك والله أعلم باب فضل لباس ثياب الحبرة هذان الاسنادان اللذان في الباب كل رجالهم بصريون وسبق بيان هذا مرات قوله (كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحبرة) هي بكسر الحاء وفتح الباء وهي ثياب من كتان أو قطن محبرة أي مزينة والتحبير التزيين والتحسن ويقال ثوب حبرة على الوصف وثوب حبرة على الإضافة وهو أكثر استعمالا والحبرة مفرد والجمع حبر وحبرات كعنبة وعنب وعنبات ويقال ثوب حبير على الوصف فيه دليل لاستحباب لباس الحبرة وجواز لباس المخطط وهو مجمع عليه والله أعلم باب التواضع في اللباس والاقتصار على الغليظ منه (واليسير في اللباس والفراش وغيرهما وجواز لبس ثوب الشعر وما فيه أعلام) في هذه الأحاديث المذكورة في الباب ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الزهادة في الدنيا والاعراض عن متاعها وملاذها وشهواتها وفاخر لباسها ونحوه واجتزائه بما يحصل به أدنى التحزية في ذلك كله وفيه الندب للاقتداء به صلى الله عليه وسلم في هذا وغيره قوله (أخرجت
(٥٦)