وفي: ص 181 - وأخبرني جماعة عن أحمد بن محمد بن عياش، قال حدثني ابن مروان الكوفي، قال حدثني ابن أبي سورة (قال) كنت بالحائر زايرا عشية عرفة فخرجت متوجها على طريق البر، فلما انتهيت المسناة جلست إليها مستريحا، ثم قمت أمشي وإذا رجل على ظهر الطريق فقال لي هل لك في الرفقة؟ فقلت: نعم فمشينا معا يحدثني وأحدثه وسألني عن حالي فأعلمته أني مضيق لا شئ معي ولا في يدي فالتفت إلي فقال لي:
إذا دخلت الكوفة فأت أبا طاهر الزراري فاقرع عليه بابه فإنه سيخرج عليك وفي يده دم الأضحية، فقل له: يقال لك إعط هذا الرجل الصرة الدنانير التي عند رجل السرير، فتعجبت من هذا، ثم فارقني ومضى لوجهه لا أدري أين سلك، ودخلت الكوفة فقصدت أبا طاهر محمد بن سليمان الزراري فقرعت بابه. كما قال لي وخرج إلي وفي يده دم الأضحية فقلت له: يقال لك إعط هذا الرجل الصرة الدنانير التي عند رجل السرير، فقال سمعا وطاعة ودخل فأخرج إلي الصرة فسلمها إلي فأخذتها وانصرفت.
وفيها: وأخبرني جماعة عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري، قال حدثني أبو عبد الله محمد بن زيد بن مروان، قال حدثني أبو عيسى محمد بن علي الجعفري وأبو الحسين محمد بن علي بن الرقام، قالا حدثنا أبو سورة (قال أبو غالب) وقد رأيت ابنا لأبي سورة، وكان أبو سورة أحد مشايخ الزيدية المذكورين، قال أبو سورة خرجت إلى قبر أبى عبد الله عليه السلام أريد يوم عرفة فعرفت يوم عرفة، فلما كان وقت عشاء الآخرة صليت وقمت فابتدأت أقرأ من الحمد وإذا شاب حسن الوجه عليه جبة سيفي فابتدأ أيضا من الحمد وختم قبلي أو ختمت قبله، فلما كان الغداة خرجنا جميعا من باب الحائر فلما صرنا إلى شاطئ الفرات قال لي الشاب: أنت تريد الكوفة فامض فمضيت طريق الفرات، وأخذ الشاب طريق البر، قال أبو سورة ثم أسفت على فراقه فاتبعته فقال لي: تعال فجئنا جميعا إلى أصل حصن المسناة فنمنا جميعا وانتبهنا فإذا نحن على العوفي على جبل الخندق، فقال لي: أنت مضيق وعليك عيال فامض إلى