سمعت هذه الحكاية عن جماعة يروونها عن أبي رحمه الله، أنه خرج إلى الحير قال فلما صرت إلى الحير إذا شاب حسن الوجه يصلي، ثم إنه ودع وودعت وخرجنا، فجئنا إلى المشرعة فقال لي: " يا با سورة أين تريد؟
فقلت الكوفة، فقال لي مع من؟ قلت مع الناس، قال لي: لا نريد، نحن جميعا نمضي، قلت: ومن معنا؟ فقال ليس نريد معنا أحدا، قال:
فمشينا ليلتنا فإذا نحن على مقابر مسجد السهلة، فقال لي هو ذا منزلك فإن شئت فامض، (ثم قال) لي تمر إلى ابن الزراري علي بن يحيى فتقول له: يعطيك المال الذي عنده، فقلت له لا يدفعه إلي، فقال لي قل له بعلامة أنه كذا وكذا دينار أو كذا وكذا درهما، وهو في موضع كذا وكذا، وعليه كذا وكذا مغطى، فقلت له ومن أنت؟ قال أنا محمد بن الحسن، قلت فإن لم يقبل مني وطولبت بالدلالة؟ فقال أنا وراك، قال فجئت إلى ابن الزراري فقلت له فدفعني، فقلت له، قد قال لي أنا وراك، فقال:
ليس بعد هذا شئ، وقال لم يعلم بهذا إلا الله تعالى ودفع إلي المال ".
وفيها - (وفي حديث آخر عنه) وزاد فيه: قال أبو سورة: فسألني الرجل عن حالي فأخبرته بضيقي وبعيلتي، فلم يزل يماشيني حتى انتهينا إلى النواويس في السحر فجلسنا، ثم حفر بيده فإذا الماء قد خرج فتوضأ ثم صلى ثلاث عشرة ركعة، ثم قال لي " امض إلى أبي الحسن علي بن يحيى فاقرأ عليه السلام وقل له: يقول لك الرجل ادفع إلى أبي سورة من السبع مائة دينار التي مدفونة في موضع كذا وكذا مائة دينار، وإني مضيت من ساعتي إلى منزله فدققت الباب فقال: من هذا؟ فقلت قولي لأبي الحسن:
هذا أبو سورة، فسمعته يقول مالي ولأبي سورة، ثم خرج إلي فسلمت عليه وقصصت عليه الخبر، فدخل وأخرج إلي مائة دينار فقبضتها، فقال لي صافحته؟ فقلت: نعم، فأخذ يدي فوضعها على عينيه، ومسح بها وجهه ". ثم قال: " قال أحمد بن علي وقد روى هذا الخبر عن محمد بن علي الجعفري، و عبد الله بن الحسن بن بشر الخزاز، وغيرهما وهو مشهور عندهم ".