أبي طاهر الزراري فيخرج إليك من منزله وفي يده الدم من الأضحية فقل له شاب من صفته كذا يقول لك صرة فيها عشرون دينارا جاءك بها بعض إخوانك فخذها منه، قال أبو سورة فصرت إلى أبي طاهر الزراري كما قال الشاب ووصفته له فقال: الحمد لله ورأيته فدخل وأخرج إلي الصرة الدنانير فدفعها إلي وانصرفت، قال أبو عبد الله محمد بن زيد بن مروان - وهو أيضا من أحد مشايخ الزيدية - حدثت بهذا الحديث أبا الحسن محمد بن عبيد الله العلوي ونحن نزول بأرض الهر فقال هذا حق جاءني رجل شاب فتوسمت في وجهه سمة فانصرف الناس كلهم وقلت له من أنت؟ فقال: أنا رسول الخلف عليه السلام إلى بعض إخوانه ببغداد فقلت له: معك راحلة فقال:
نعم في دار الطلحيين، فقلت له: قم فجئ بها ووجهت معه غلاما فاحضر راحلته وأقام عندي يومه ذلك وأكل من طعامي وحدثني بكثير من سري وضميري، قال فقلت له على أي طريق تأخذ؟ قال: أنزل إلى هذه النجفة ثم آتي وادي الرملة ثم آتي الفسطاط واتبع الراحلة فاركب إلى الخلف عليه السلام إلى المغرب، قال أبو الحسن محمد بن عبيد الله: فلما كان من الغد ركب راحلته وركبت معه حتى صرنا إلى قنطرة دار صالح فعبر الخندق وحده وأنا أراه حتى نزل النجف وغاب عن عيني، قال أبو عبد الله محمد بن زيد فحدثت أبا بكر محمد بن أبي دارم اليمامي - وهو من أحد مشايخ الحشوية - بهذين الحديثين فقال: هذا حق جاءني منذ سنيات ابن أخت أبي بكر النخالي العطار - وهو صوفي يصحب الصوفية - فقلت من أنت وأين كنت؟ فقال لي: أنا مسافر منذ سبع عشرة سنة، فقلت له:
فأيش أعجب ما رأيت؟ فقال: نزلت في الإسكندرية في خان ينزله الغرباء وكان في وسط الخان مسجد يصلي فيه أهل الخان وله إمام وكان شاب يخرج من بيت له أو غرفة فيصلي خلف الامام ويرجع من وقته إلى بيته ولا يلبث مع الجماعة، قال: فقلت - لما طال ذلك علي ورأيت منظره شاب نظيف عليه عباء - أنا والله أحب خدمتك والتشرف بين يديك، فقال شأنك فلم أزل أخدمه حتى أنس بي الانس التام، فقلت له ذات يوم من أنت أعزك