جملة من كراماته عليه السلام بعد الغيبة الصغرى [1419 - دلائل الإمامة: ص 304 - حدثني أبو جعفر محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال حدثني أبو الحسين بن أبي البغل الكاتب قال: تقلدت عملا من أبي منصور بن الصالحان، وجرى بيني وبينه ما أوجب استتاري فطلبني وأخافني، فمكثت مستترا خائفا ثم قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة، واعتمدت على المبيت هناك للدعاء والمسألة، وكانت ليلة ريح ومطر، فسألت ابن جعفر القيم أن يغلق الأبواب، وان يجتهد في خلوة الموضع لأخلو بما أريده من الدعاء والمسألة، وآمن من دخول إنسان مما لم آمنه وخفت من لقائي له ففعل وقفل الأبواب، وانتصف الليل وورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع، ومكثت أدعو وأزور وأصلي، فبينما أنا كذلك إذ سمعت وطأة عند مولانا موسى عليه السلام وإذا رجل يزور، فسلم على آدم وأولي العزم، ثم الأئمة واحدا واحدا إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان، فعجبت من ذلك وقلت لعله نسي أو لم يعرف، أو هذا مذهب لهذا الرجل، فلما فرغ من زيارته صلى ركعتين وأقبل إلى عند مولانا أبي جعفر فزار مثل الزيارة وذلك السلام، وصلى ركعتين وأنا خائف منه إذ لم أعرفه، ورأيته شابا تاما من الرجال عليه ثياب بيض وعمامة محنك، بها ذؤابة وردي على كتفه مسبل فقال لي: يا أبا الحسين بن أبي البغل أين أنت عن دعاء الفرج؟
فقلت وما هو يا سيدي فقال تصلي ركعتين وتقول: يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر، يا عظيم المن يا كريم الصفح، يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها، يا حسن التجاوز يا واسع