كلام وأحسنه، ثم قال لي: " أتدري من أنا؟ فقلت: لا والله، فقال: أنا القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله، أنا الذي أخرج في آخر الزمان بهذا السيف وأشار إليه، فأملا الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما فسقطت على وجهي وتعفرت، فقال: لا تفعل ارفع رأسك، أنت فلان من مدينة بالجبل يقال لها همدان، فقلت: صدقت يا سيدي ومولاي، قال:
فتحب أن تؤوب إلى أهلك؟ فقلت: نعم يا سيدي وأبشرهم بما أتاح الله عز وجل لي، فأومأ إلى الخادم فأخذ بيدي، وناولني صرة، وخرج ومشى معي خطوات، فنظرت إلى ظلال وأشجار ومنارة مسجد، فقال: أتعرف هذا البلد؟ فقلت: إن بقرب بلدنا بلدة تعرف بأسد آباد وهي تشبهها، قال:
فقال: هذه أسد آباد امض راشدا، فالتفت فلم أره.
فدخلت أسد آباد وإذا في الصرة أربعون أو خمسون دينارا، فوردت همدان وجمعت أهلي وبشرتهم بما يسره الله عز وجل لي، ولم نزل بخير ما بقي معنا من تلك الدنانير ".] * *: الخرائج: ج 2 ص 788 ب 15 ح 112 - وقال، منها: ما روى جماعة: إنا وجدنا بهمدان أهل بيت كلهم مؤمنون فسألناهم عن ذلك قالوا: كان جدنا قد حج ذات سنة، ورجع قبل دخول الحاج بكثير، فقلنا: كأنك انصرفت من العراق؟ قال: لا، إنما أنا قد حججت مع أهل بلدتنا وخرجنا، فلما كان في بعض الليالي في البادية غلبتني عيناي، فنمت فما انتبهت إلا بعد أن طلعت الشمس (فانتبهت، فلم أر للقافلة أثرا) وخرجت القافلة وآيست من الحياة، وكنت أمشي وأقعد يومين وثلاثة، فأصبحت يوما وإذا أنا بقصر فأسرعت إليه، ووجدت ببابه أسود، فأدخلني دارا، وإذا أنا برجل حسن الوجه والهيئة، فأمر أن يطعموني ويسقوني فقلت له: من أنت (جعلت فداك) قال أنا الذي ينكرني قومك وأهل بلدك فقلت: ومتى تخرج؟ قال: ترى هذا السيف المعلق ههنا، وهذه الراية، فمتى انسل من غمده (وأنشرت الراية بنفسها) خرجت، فلما كان بعد وهن من الليل قال: تريد أن تخرج إلى بيتك، قلت: نعم، قال لبعض غلمانه: خذ بيده (وأوصله إلى منزله فأخذ بيدي) فخرجت معه وكأن الأرض تطوى تحت أرجلنا، فلما انفجر الفجر (وإذا نحن بموضع أعرفه بالقرب من بلدتنا) قال لي غلامه:
هل تعرف الموضع؟ قلت نعم، أسد آباد، فانصرف، قال ودخلت همدان، ثم دخل بعد مدة