الدار، وصار بعد ذلك من شيعة علي وشهد مشاهده كلها: الجمل وصفين والنهروان.
وأعان حجر بن عدي وكان من أصحابه وخاف من زياد فهرب منه إلى الموصل.
وقطع عامل الموصل رأسه فبعث به زياد إلى معاوية، وكان أول رأس حمل في الاسلام من بلد إلى بلد.
فبعث به معاوية إلى زوجته آمنة بن الشريد في السجن وكان قد حبسها معاوية في سجن دمشق زمانا حتى وجه إليها رأس عمرو بن الحمق فألقي في حجرها فارتاعت لذلك ثم وضعته في حجرها ووضعت كفها على جبينه ثم لثمت فاه، ثم قالت:
" غيبتموه عني طويلا ثم أهديتموه إلي قتيلا، فأهلا به من هدية غير قالية ولا مقلية " وكان قتله سنة خمسين.
وروى الطبري وقال:
وجه زياد في طلب أصحاب حجر فأخذوا يهربون منه ويأخذ من قدر عليه منهم.
قال: وجاء قيس بن عباد الشيباني إلى زياد فقال له: إن امرءا منا من بني همام يقال له صيفي بن فسيل من رؤوس أصحاب حجر وهو أشد الناس عليك! فبعث إليه زياد فأتي به.
فقال له زياد: يا عدو الله! ما تقول في أبي تراب؟!
قال: ما أعرف أبا تراب!
قال: ما أعرفك به!