فرد عليه ذاك القرص قرصا * وزاد عليه ذاك القرص جاما 20 أبا حسن وأنت فتى إذا ما * دعاه المستجير حمى وحاما أزرتك يقظة غرر القوافي * فزرني يا بن فاطمة مناما وبشرني بأنك لي مجير * وإنك مانعي من أن أضاما فكيف يخاف حادثة الليالي * فتى يعطيه (حيدرة) ذماما؟
سقتك سحائب الرضوان سحا * كفيض يديك ينسجم انسجاما 25 وزار ضريحك الأملاك صفا * على مغناك تزدحم ازدحاما ولا زالت روايا المزن تهدي * إلى النجف التحية والسلاما * (ما يتبع الشعر) * وقفت في غير واحد من المجاميع العتيقة المخطوطة على أن مجد الدين ابن جميل كان صاحب المخزن في زمن الناصر فنقم عليه وأودعه السجن فسأله رجال الدولة من الأكابر فلم يقبل فيه شفاعة أحد وتركه في الحجرة مدة عشرين سنة فخطر على قلبه أن يمدح الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام فمدحه بهذه الأبيات ونام فرآه في ما يراه النائم وهو يقول: الساعة تخرج. فانتبه فرحا وجعل يجمع رحله فقال له الحاضرون:
ما الخبر؟ فقال لهم: الساعة أخرج. فجعل أهل السجن يتغامزون ويقولون: تغير عقله، وأما الناصر فإنه أيضا رأى أمير المؤمنين في الطيف فقال له عليه السلام: أخرج ابن جميل في هذه الساعة. فانتبه مذعورا وتعوذ من الشيطان ونام فأتاه عليه السلام ثانيا وقال له مثل الأول فقال: ما هذا الوسواس؟ فأتاه ثالثة وأمره بإخراجه، فانتبه وأنفذ في الحال من يطلقه فلما طرق الباب قال: والله وذا أنا متهيئ فلما مثل بين يدي الناصر عرفوه أنهم وجدوه متهيئا للخروج فقال له: بلغني أنك كنت متهيئا للخروج، فمماذا؟
قال: إنه جاء إلي من جاءك قبل أن يجيئ إليك. قال: فبماذا؟ قال: عملت فيه قصيدة، فقال الناصر: أنشدنيها فأنشد القصيدة.
* (الشاعر) * مجد الدين أبو عبد الله محمد بن منصور بن جميل الجبائي ويقال: الجبي. المعروف بابن جميل الفزاري، كاتب شاعر، وأديب متضلع، له في النحو واللغة والأدب وقرض