والي حلب يسيره إليه سريعا فسيره فليلة وصل ابن منير قتل أتابك زنكي فعاد ابن منير صحبة العسكر إلى حلب فلما دخل قال له ابن القيسراني: هذه بجميع ما كنت تبكتني به.
كان شاعرنا المترجم عند أمراء بني منقذ بقلعة شيزر وكانوا مقبلين عليه وكان بدمشق شاعر يقال له: أبو الوحش وكانت فيه دعابة وبينه وبين أبي الحكم عبيد الله (1) مداعبات فسأل منه كتابا إلى ابن منير بالوصية عليه فكتب أبو الحكم:
أبا الحسين اسمع مقال فتى * عوجل فيما يقول فارتجلا : هذا أبو الوحش جاء ممتدحا * للقوم فاهنأ به إذا وصلا واتل عليهم بحسن شرحك ما * أنقله من حديثه جملا وخبر القوم أنه رجل * ما أبصر الناس مثله رجلا ومنها:
وهو على خفة به أبدا * معترف أنه من الثقلا يمت بالثلب والرقاعة والسخف وأما بغير ذاك فلا إن أنت فاتحته لتخبر ما * يصدر عنه فتحت منه خلا فنبه إن حل خطة الخسف والهون ورحب به إذا رحلا وأسقه السم إن ظفرت به * وامزج له من لسانك العسلا (2) وذكر النويري له في (نهاية الإرب) ج 2:
لاح لنا عاطلا فصيغ له * مناطق من مراشق المقل حياة روحي. وفي لواحظه * حتفي بين النشاط والكسل ما خاله من فتيت عنبر صد - غيه ولا قطر صبغة الكحل لكن سويداء قلب عاشقه * طفت على نار وردة الخجل