لا تحسبن ذهاب نفسك ميتة * ما الموت إلا أن تعيش مذللا (1) للقفر لا للفقر هبها إنما * مغناك ما أغناك أن تتوسلا لا ترض من دنياك ما أدناك من * دنس وكن طيفا جلا ثم انجلي وصل الهجير بهجر قوم كلما * أمطرتهم عسلا جنوا لك حنظلا 10 من غادر خبثت مغارس وده * فإذا محضت له الوفاء تأولا أو حلف دهر كيف مال بوجهه * أمسى كذلك مدبرا أو مقبلا لله علمي بالزمان وأهله * ذنب الفضيلة عندهم أن تكملا طبعوا على لؤم الطباع فخيرهم * إن قلت قال وإن سكت تقولا وفي غير هذه الرواية زيادة وهي:
أنا من إذا ما الدهر هم بخفضه * سامته همته السماك الأعزلا 15 واع خطاب الخطب وهو مجمجم * راع أكول العيس من عدم الكلأ زعم كمنبلج الصباح وراءه * عزم كحد السيف صادف مقتلا قال الأميني: والشاعر يصف في نظمه هذا مناوئيه من أهل زمانه الذين نبزوه بالسفاسف ورموه بالقذائف ممن أوعزنا إليهم في الترجمة وكل هجوه من هذا القبيل ولذلك كان يثقل على مهملجة الضغائن والإحن.
وقال ابن عساكر: وأنشد أيضا له:
عدمت دهرا ولدت فيه * كم أشرب المر من بنيه ما تعتريني الهموم إلا * من صاحب كنت أصطفيه فهل صديق يباع؟! حتى * بمهجتي كنت أشتريه يكون في قلبه مثال * يشبه ما صاغ لي فيه وكم صديق رغبت عنه * قد عشت حتى رغبت فيه وقال الأمير أبو الفضل: عمل والدي طستا من فضة فعمل ابن منير أبياتا كتبت عليه من جملتها:
يا صنو مائدة لأكرم مطعم * مأهولة الأرجاء بالأضياف