فمدوا الذراع وحدوا القراع * فيوم النواصب منكم عسير 35 وولوا (ابن دمنة) أعماله * تبور كما المكر منه يبور فقتلا بقتل وثكلا بثكل * ذروه تجز عليه الشعور القصيدة * (ما يتبع الشعر) * هذه القصيدة نظمها شاعرنا المؤيد في فتنة بغداد الهائلة الواقعة سنة 443 يلفظ نفثات لوعته من تلكم الفظايع التي أحدثتها يد العداء المحتدم على أهل بيت الوحي وشيعتهم يوم شنت الغارة على مشهد الإمام الطاهر موسى بن جعفر ومشاهد أوليائه المدفونين في جوار أمنه وحرم قدسه.
قال ابن الأثير في الكامل 9: 215: وكان سبب هذه الفتنة أن أهل الكرخ شرعوا في عمل باب المساكين وأهل القلائين في عمل ما بقي من باب مسعود ففزع أهل الكرخ وعملوا أبراجا كتبوا عليها بالذهب: محمد وعلي خير البشر. وأنكر السنة ذلك وادعوا: إن المكتوب محمد وعلي خير البشر، فمن رضي فقد شكر، ومن أبى فقد كفر. وأنكر أهل الكرخ الزيادة وقالوا: ما تجاوزنا ما جرت به عادتنا فيما نكتبه على مساجدنا، فأرسل الخليفة القائم بأمر الله أبا تمام نقيب العباسيين، ونقيب العلويين وهو عدنان (1) ابن الرضي لكشف الحال وإنهائه فكتبا بتصديق قول الكرخيين فأمر حينئذ الخليفة ونواب الرحيم بكف القتال فلم يقلبوا، وانتدب ابن المذهب القاضي والزهيري وغيرهما من الحنابلة أصحاب عبد الصمد بحمل العامة على الاغراق في الفتنة، فأمسك نواب الملك الرحيم عن كفهم غيظا من رئيس الرؤساء (2) لميله إلى الحنابلة، و