عن سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال حق الله الأكبر عليك أن تعبده ولا تشرك به شيئا فإذا فعلت ذلك باخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة وحق نفسك عليك أن تستعملها بطاعة الله عز وجل وحق اللسان اكرامه عن الخنا وتعويده الخير وترك الفضول التي لا فايدة لها والبر بالناس وحسن القول فيهم وحق السمع تنزيهه عن سماع الغيبة وسماع ما لا يحل سماعه وحق البصر أن تغضه عما لا يحل لك وتعتبر بالنظر به وحق يديك أن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك وحق رجليك أن لا تمشى بهما إلى ما لا يحل لك فبهما تقف على الصراط فانظر أن لا تزلا بك فتردى في النار وحق بطنك أن لا تجعله وعاء للحرام ولا تزيد على الشبع وحق فرجك أن تحصنه عن الزنى وتحفظه من أن ينظر اليه.
وحق الصلاة أن تعلم انها وفادة إلى الله عز وجل فإنك (وأنت - خ) فيها قائم بين يدي الله عز وجل فإذا علمت ذلك قمت مقام العبد الذليل الحقير الراغب الراهب الراجي الخائف المستكين المتضرع المعظم لمن كان بين يديه بالسكون والوقار وتقبل عليها بقلبك وتقيمها بحدودها وحقوقها.
وحق الحج أن تعلم أنه وفادة إلى ربك وفرار اليه من ذنوبك وفيه قبول نوبتك وقضاء الفرض الذي أوجبه الله عز وجل عليك وحق الصوم أن تعلم أنه حجاب ضربه الله عز وجل على لسانك وسمعك وبصرك وبطنك وفرجك ليسترك به من النار فان تركت الصوم خرقت ستر الله عز وجل عليك.
وحق الصدقة أن تعلم أنها ذخرك عند ربك ووديعتك التي لا تحتاج إلى الاشهاد عليها وكنت لما تستودعه سرا أوثق منك بما تستودعه علانية وتعلم أنها تدفع عنك البلايا والأسقام في الدنيا وتدفع عنك النار في الآخرة.
وحق الهدى أن تريد به الله عز وجل ولا تريد به خلقه ولا تريد به الا التعرض لرحمة الله عز وجل ونجاة روحك يوم تلقاه.
وحق السلطان أن تعلم أنك جعلت له فتنة وانه مبتلى فيك بما جعله الله عز وجل له عليك من السلطان وأن عليك أن لا تتعرض لسخطه (بسخطه - خ) فتلقى