قال السيوطي قى صدر رسالة الأساس الحمد لله الذي وعد هذه المحمدية بالعصمة من الضلالة ما ان تمسكت بكتابه وعترة نبيه وخص آل البيت النبوي من المناقب الشريفة ما قامت عليه الأحاديث الصحيحة بساطع البرهان وجليه.
الثالث: الوعيد بان من لم يتمسك بهما أو تمسك بأحدهما لا ينجو عن الغواية والزلق (وسيأتي وجهه).
الرابع: بقاء الكتاب والعترة ما بقيت الأمة.
الخامس: صيانة الكتاب عن التحريف والتغيير وعصمة العترة عن الكذب والسهو والخطأ فان من كان عاصما لمن تمسك به عن الضلال فهو أولى بالعصمة ولولا ذلك لم يجعلهم أعدال الكتاب ولم يوص الأمة بالتمسك بمن يسهو عن الحكم أو يخطأ فيه أو يفتى ويقول بغير علم ولو في مورد.
قال ابن حجر في المنح المكية - شرح القصيدة الهمزية وفى الحديث انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي فليتأمل كونه قرنهم بالقرآن في أن التمسك بهما يمنع الضلال ويوجب الكمال انتهى.
أقول: ومراده ان هذه منزلة عظيمة تدرك بالتأمل التام فان صاحبها يجب ان يكون عالما عادلا معصوما على الدوام.
السادس: عدم اختلافهما في بيان الاحكام وإرائة طرق الهداية حتى يكون الاخذ بهما منقذا عن الضلالة وإلا فلا محالة أحدهما على الباطل فالتمسك به غير جائز السابع: كونهما حاويين لجميع التكاليف الإلهية والأمور الشرعية بحيث لا يعزب عنهما شئ من الاحكام المحتاج إليها في الدين والغرض مما أفاده صلى الله عليه وآله بهذا القول تأكد وجوب الاخذ والاعتصام بالكتاب والعترة في الاحكام من الأصول الاعتقادية والفروع العملية والردع عن مخالفتهما لان معنى التمسك بالكتاب حفظا عن الضلال ليس إلا الاعتقاد بما أخبر والايتمار بما امر والانتهاء عما نهى عنه فكذلك معنى التمسك بالعترة منعا عن الهلاكة ليس إلا تصديق ما يقولون والعمل بما يأمرون وترك ما ينهون عنه.