نجا من ظلمات المخالفة وادى شكر النعمة ومن تخلف عنهم غرق في بحار الكفر و بثار الطغيان فاستوجب النيران فقد ورد ان بغضهم يوجب دخول النار وكل عمل بدون ولايتهم غير مقبول وكل مسلم عن حبهم مسئول.
وقال: على القارى في المرقاة شرح المشكاة في شرح حديث الثقلين والمراد بالأخذ بهم التمسك بمحبتهم ومحافظة حرمتهم والعمل بروايتهم والاعتماد على مقالتهم.
وقال: فيه أيضا: قال ابن الملك (اي عبد اللطيف بن عبد العزيز الحنفي صاحب شرح المشارق وشرح المنار) التمسك بالكتاب العمل بما فيه وهو الايتمار بأوامره والانتهاء بنواهيه ومعنى التمسك بالعترة محبتهم والاهتداء بهداهم وسيرتهم وزاد السيد جمال الدين إذا لم يكن مخالفا للدين قلت في اطلاقه صلى الله عليه وسلم اشعار بان من يكون عترته في الحقيقة لا يكون هديه وسيرته الا مطابقا للشريعة انتهى.
أقول: وقد تقدم انه لا يعقل ان يأمر صلى الله عليه وآله الأمة بالتمسك بمن يكون هديه وسيرته مخالفا للدين وقال: عبد الرؤوف المناوى في فيض القدير شرح الجامع الصغير في شرح حديث الثقلين لن يفترقا اي الكتاب والعترة اي يستمران متلازمين حتى يردا على الحوض اي الكوثر يوم القيمة زاد في رواية كهاتين وأشار بإصبعيه وفى هذا مع قوله الا وانى تارك فيكم تلويح بل تصريح بأنهما كتوأمين خلفهما ووصى أمته بحسن معاملتهما وايثار حقهما على أنفسهم والاستمساك بهما في الدين.
وقال: شهاب الدين الخفاجي في نسيم الرياض (ص 410) ج 3 شرح الشفا للقاضي عياش (وقال صلى الله عليه وسلم) في حديث رواه الترمذي عن زيد بن أرقم وجابر وحسنه (انى تارك فيكم) إشارة إلى قرب اجله صلى الله عليه وسلم وانه وصية لامته (ما ان اخذتم به) اي تسمكتم وعملتم به واتبعتموه.