ومن أحب ان يلقى الله وقد رفعت درجاته وبدلت سيئاته حسنات فليتول ابنه محمدا ومن أحب ان يلقى الله عز وجل فيحاسبه حسابا يسيرا ويدخله جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين فليتول ابنه عليا.
ومن أحب ان يلقى الله عز وجل وهو من الفائزين فليتول ابنه الحسن العسكري.
ومن أحب ان يلقى الله عز وجل وقد كمل ايمانه وحسن اسلامه فليتول ابنه المنتظر محمدا صاحب الزمان المهدى فهؤلاء مصابيح الدجى وأئمة الهدى واعلام التقى فمن أحبهم وتولاهم كنت ضامنا له على الله الجنة.
وأورد الشيخ سليمان البلخي في ينابيع المودة ص 446 في الباب السابع والسبعين قال بعض المحققين ان الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده صلى الله عليه وسلم اثنى عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان علم أن مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من اهل بيته وعترته إذ لا يمكن هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه لقلتهم عن اثنى عشر ولا يمكن ان يحمل على الملوك الأموية لزيادتهم على اثنى عشر ولظلمهم الفاحش الا عمر بن عبد العزيز ولكونهم غير بنى هاشم لان النبي صلى الله عليه وسلم قال (كلهم من بنى هاشم) في رواية عبد الملك عن جابر واخفاء صوته صلى الله عليه وسلم في هذا القول يرجح هذه الرواية لأنهم لا يحسنون خلافة بنى هاشم ولا يمكن ان يحمل على الملوك العباسية لزيادتهم على العدد المذكور ولقلة رعايتهم لاية قل لا أسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى وحديث الكساء.
فلا بد من أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الاثنا (الاثنى - ظ) عشر من اهل بيته وعترته صلى الله عليه وسلم لأنهم كانوا اعلم اهل زمانهم واجلهم وأورعهم واتقاهم وأعلاهم نسبا وأفضلهم حسبا وأكرمهم عند الله وكان علومهم عن آبائهم متصلة بجدهم صلى الله عليه وسلم بالوراثة واللدنية كذا عرفهم اهل العلم والتحقيق