قال العلامة سعد الدين التفتازاني في شرح المقاصد فان قيل قال الله تعالى انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا وقال النبي صلى الله عليه وسلم انى تارك فيكم ما ان اخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي اهل بيتي وقال عليه الصلاة والسلام انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به وأهل بيتي اذكر كم الله في اهل بيتي أذكركم الله في اهل بيتي أذكركم الله في اهل بيتي ومثل هذا يشعر بفضلهم على العالم وغيره.
قلنا لاتصافهم بالعلم والتقوى مع شرف النسب الا ترى أنه عليه الصلاة والسلام قرنهم بكتاب الله تعالى في كون التمسك بهما منقذا عن الضلالة ولا معنى للتمسك بالكتاب الا الاخذ بما فيه من العلم والهداية فكذا في العترة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه.
وقال العلامة محمد معين بن محمد امين السندي في دراسات اللبيب في بيان حديث الثقلين فظاهر الحث بالتمسك بهم التمسك بأخذ الاحكام الإلهية منهم دليله.
اقرانهم في ذلك بكتاب الله والاخبار بترتب عدم الضلال عليه كما بالتمسك بالكتاب.
وقال فيه أيضا بعد ذكر الحديث عن صحيح الترمذي فنظرنا فإذا هو مصرح بالتمسك بهم وبان اتباعهم كاتباع القرآن على الحق الواضح وبان ذلك امر متحتم من الله تعالى لهم وقال فيه أيضا فحملنا قوله صلى الله عليه وسلم أذكركم الله على (اي مع) مبالغة التثليث فيه على التذكير بالتمسك بهم والردع عن عدم الاعتداد بأقوالهم وأعمالهم وأحوالهم وفتياهم وعدم الاخذ بمذهبهم:
وقال أحمد بن عبد القادر العجيلى في ذخيرة المآل (واعتصموا بالحبل لا تفرقوا: يا ايها الناس جميعا واتقوا) قال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وفى الحديث انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي والمراد وجوب الاعتصام بأقوالهم وأعمالهم وأحوالهم وقال فيه أيضا بعد ذكر حديث الثقلين و محصله ما تقدم في محصل حديث السفينة من الحث على اعظامهم والتعلق بحبلهم وحبهم وعلمهم والاخذ بهدى علمائهم ومحاسن أخلاقهم وشيمهم فمن اخذ بذلك