وقال القارى في شرح المشكاة اذكر كم الله بكسر الكاف المشددة اي أحذركموه في اهل بيتي وضع الظاهر موضع المضمر اهتماما بشأنهم واشعارا بالعلة والمعنى أنبهكم الله حق الله (على حق الله - ظ) في محافظتهم ومراعاتهم واحترامهم واكرامهم ومحبتهم ومودتهم وقال الطيبى اي احذر كم الله في شأن اهل بيتي وأقول لكم اتقوا الله ولا تؤذوهم واحفظوهم فالتذكير بمعين الوعظ.
قوله صلى الله عليه وآله فتعلموا منهم: ولا تعلموهم فإنهم اعلم منكم تفريع على ما قبله كما يظهر من رواية حذيفة بن اليمان وغيره.
قال القندوزي في الينابيع ص 35 وفى المناقب عن أحمد بن عبد الله بن سلام عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر ثم اقبل بوجهه الكريم الينا فقال معاشر أصحابي أوصيكم بتقوى الله والعمل بطاعته وانى ادعى فأجيب وانى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ان تمسكتم بهما لن تضلوا وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض فتعلموا منهم ولا تعلموهم فإنهم اعلم منكم.
أقول ويظهر منه أمور الأول: ايجاب تعلم الأمة من العترة الطيبة صونا عن الضلال.
الثاني: إحاطة العترة الطيبة بالاحكام الإلهية والا لم يأمر بالتعلم منهم.
الثالث: عدم اطلاع غيرهم من الأمة على جميع التكاليف الشرعية بحيث يخاف عليهم الضلال لولا السؤال عن أهل البيت عليهم السلام الرابع: عدم إحاطتهم بالكتاب حتى يستخرجوا منه الاحكام والا لم يوجب عليهم الرد على الذين يستنبطونها منه.
الخامس والسادس: نفى صلاحية التعليم عن غير العترة وتحريم الرد عليهم فان هذا هو المراد بقوله ولا تعلموهم أو قوله (لا تسبقوهم فتهلكوا) فذا علله بقوله فإنهم اعلم منكم.
السابع: التنصيص بأنهم اعلم من الأمة في جميع العلوم الدينية وغيرها فان حذف المتعلق يفيد العموم.