وقد وكلت به رجلين (1) شر من قدرت عليه، فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام على (2) أمر عظيم، ثم أمر باحضار الموكلين، فقال لهما: ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل؟ فقالا: ما نقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله، لا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة، فإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا، فلما سمع ذلك العباسيون انصرفوا خاسئين (3) (4).
أقول: يظهر من الروايات أنه عليه السلام كان أكثر أوقاته محبوسا وممنوعا من المعاشرة، وكان مشغولا بالعبادة لله عز وجل.
فروي أنه لما حبسه المعتمد في يدي علي بن حزين (5)، وحبس جعفر أخاه معه، كان المعتمد يسأل عليا عن أخباره في كل وقت، فيخبره أنه يصوم النهار ويصلي الليل (6).
وفي بعض الأدعية أشير إليه بهذه العبارة: * (وبحق النقي (7) والسجاد الأصغر، وببكائه ليلة المقام بالسهر) * (8).
وعن السيد ابن طاووس، قال: إعلم أن مولانا الحسن بن علي العسكري عليهما السلام كان قد أراد قتله الثلاثة ملوك الذين كانوا في زمانه حيث بلغهم أن مولانا المهدي عليه السلام يكون من ظهره صلوات الله عليهما، وحبسوه عدة دفعات فدعا على من دعا عليه منهم، فهلك في سريع من الأوقات (9).
وروي أنه عليه السلام سلم إلى نحرير، وكان يضيق عليه ويؤذيه، فقالت له امرأته: