الحسين القمي، وفقك الله لمرضاته، وجعل من صلبك أولادا صالحين برحمته، بتقوى الله، وإقام (1) الصلاة، وايتاء الزكاة، فإنه لا تقبل الصلاة من مانع (2) الزكاة، وأوصيك بمغفرة الذنب، وكظم الغيظ، وصلة الرحم، ومواساة الاخوان، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر، والحلم (3) عند الجهل، والتفقه (4) في الدين، والتثبت في الأمور، والتعاهد للقرآن، وحسن الخلق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله تعالى: * (لا خير في كثير من نجويهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس) * (5)، واجتناب الفواحش كلها، وعليك بصلاة الليل، فإن النبي صلى الله عليه وآله أوصى عليا عليه السلام، فقال: (يا علي عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل)، ومن استخف بصلاة الليل فليس منا، فاعمل بوصيتي وامر جميع شيعتي بما أمرتك به حتى يعملوا عليه، وعليك بالصبر وانتظار الفرج، فإن النبي صلى الله عليه وآله، قال: (أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج) (6).
ولا تزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وآله أنه يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، فاصبر يا شيخي ومعتمدي أبا الحسن، وامر جميع شيعتي بالصبر، و * (إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين) * (7)، والسلام عليك وعلى جميع شيعتنا ورحمة الله وبركاته، وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير (8).
أقول: قد أكد عليه السلام التوصية بالصبر لما في الصبر من الفوائد والعوائد.
قال أبو جعفر عليه السلام: الجنة محفوفة با لمكاره والصبر (9).