والإمامة ظاهر الجود في الخاصة والعامة، مشهور (1) الكرم في الكافة، معروفا بالتفضل والإحسان مع كثرة عياله وتوسط حاله (2).
قال أبو عبد الله عليه السلام: كان أبي عليه السلام أقل أهل بيته مالا، وأعظمهم مؤونة، [قال] (3): وكان يتصدق كل جمعة بدينار، وكان يقول: الصدقة يوم الجمعة تضاعف، لفضل يوم الجمعة على غيره من الأيام (4).
وروي عن الحسن بن كثير، قال: شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام الحاجة وجفاء الإخوان، فقال: بئس الأخ أخا يرعاك غنيا ويقطعك فقيرا، ثم أمر غلامه فأخرج كيسا فيه سبعمائة درهم وقال: استنفق هذه فإذا نفدت فأعلمني (5).
وروي أنه عليه السلام كان يجيز (6) بالخمسمائة درهم إلى الستمائة إلى الألف درهم، وكان لا يمل من صلة الإخوان وقاصديه ومؤمليه وراجيه (7).
وروي عنه عن آبائه [عليه و] (8) عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله، كان يقول: أشد الأعمال ثلاثة: مواساة الإخوان في المال، وإنصاف الناس من نفسك، وذكر الله على كل حال (9).
وروي عنه عليه السلام قوله: ما شيب شئ بشئ أحسن من حلم بعلم (10).
وعن الجاحظ في كتاب البيان والتبيين، قال: قد جمع محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام صلاح حال (11) الدنيا بحذافيرها في كلمتين، فقال: صلاح جميع