عنه، ثم قال لي: إن رسول الله صلى الله عليه وآله يقرئك السلام، فقلت: وعلى رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته، وكيف ذلك يا جابر، فقال: كنت معه ذات يوم، فقال لي: يا جابر لعلك تبقى حتى تلقى رجلا من ولدي يقال له: محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام يهب الله له النور والحكمة فأقرأه مني السلام (1).
وروى الشيخ الكليني في كتاب الأطعمة من الكافي عن أبي حمزة الثمالي، قال: كنت جالسا في مسجد الرسول صلى الله عليه وآله إذ أقبل رجل فسلم، فقال: من أنت يا عبد الله؟ قلت: رجل من أهل الكوفة، فقلت: ما حاجتك، فقال لي: أتعرف أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام؟ فقلت: نعم، فما حاجتك إليه، قال: هيأت له أر بعين مسألة أسأله عنها، فما كان من حق أخذته، وما كان من باطل تركته، قال أبو حمزة: فقلت له: هل تعرف ما بين الحق والباطل؟ قال: نعم فقلت له: فما حاجتك إليه إذا كنت تعرف ما بين الحق والباطل، فقال لي: يا أهل الكوفة أنتم قوم ما تطاقون إذا رأيت أبا جعفر فأخبرني.
فما انقطع كلا مي معه حتى أقبل أبو جعفر عليه السلام وحوله أهل خراسان وغيرهم يسألونه عن مناسك الحج، فمضى حتى جلس مجلسه وجلس الرجل قريبا منه، قال أبو حمزة: فجلست حيث أسمع الكلام وحوله عالم من الناس، فلما قضى حوائجهم وانصرفوا التفت إلى الرجل، فقال له: من أنت؟ قال: أنا قتادة بن دعامة البصري، فقال له أبو جعفر عليه السلام: أنت فقيه أهل البصرة؟ قال: نعم، فقال أبو جعفر عليه السلام: ويحك يا قتادة إن الله جل وعز خلق خلقا من خلقه، فجعلهم حججا على خلقه، فهم أوتاد في أرضه، قوام بأمره، نجباء في علمه، اصطفاهم قبل خلقه أظلة عن يمين عرشه، قال: فسكت قتادة طويلا، ثم قال: أصلحك الله والله لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدام ابن عباس، فما اضطرب قلبي قدام واحد منهم ما اضطرب قدامك، قال له أبو جعفر عليه السلام: ويحك تدري أين أنت، أنت بين يدي :