و أخرج الحاكم حديث الغدير بسياق ولفظ يدل بصراحة ووضوح على إمامة أمير المؤمنين وخلافته بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هذا من جهة الدلالة، وأما من جهة السند فقد نص على أنه حديث صحيح الإسناد، وإليك نص الحديث: " أخبرني محمد بن علي الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم الغفاري ثنا أبو نعيم ثنا كامل أبو العلاء قال سمعت حبيب بن أبي ثابت يخبر عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهينا إلى غدير خم، فأمر بدوح فكسح في يوم ما أتى علينا يوم كان أشد حرا منه، فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أيها الناس إنه لم يبعث نبي قط إلا ما عاش نصف ما عاش الذي كان قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم ما لن تضلوا بعده: كتاب الله عز وجل. ثم قام فأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا:
الله ورسوله أعلم. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه " (1).
وهذا الحديث الصحيح يدل على أن المراد من (المولى) هو (الأولى) بصراحة لأنه صلى الله عليه وآله وسلم قال هذا الكلام في ذلك الحشد العظيم