بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨٦ - الصفحة ٧٤
2 - (باب) * " (مواضع التخيير (1)) " * 1 - كامل الزيارة: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله قال: سألت أيوب بن نوح عن تقصير الصلوات في هذه المشاهد: مكة والمدينة والكوفة وقبر الحسين الأربعة، و

(١) من الآيات المتعلقة بالباب قوله تعالى عز وجل في سورة النور: ٣٥ - ٣٨:
(الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم:
في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وأقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار * ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب.
وظاهر قوله عز وجل: (ويضرب الله الأمثال للناس) أن في الآية الكريمة مبتدئا من قوله عز وجل: (نور السماوات والأرض) إلى آخر الآية الكريمة كلمات ضربت أمثالا لهداية الناس أولها (نور السماوات والأرض) وهو النبي صلى الله عليه وآله وبعده (مثل نوره) وليس الا عليا عليه الصلاة والسلام، ثم العترة الطاهرة الزكية واحدا بعد واحد: أنوار الهداية والشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، إلى أن يبلغ (لنوره) وهو المهدى الذي يختم الله به أنوار هدايته ويظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
ثم قال عز وجل: (في بيوت) أي هم في بيوت (أذن الله أن ترفع) أي يرفع سمكها كما أذن لبيته أن يرفع: فرفع إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام قواعد بيته بحيث علا على كل بيت، ولذلك لم يجز لغيرهم أن يرفع سمك بيته عن ثمانية أذرع وقد كان ارتفاع بيت الله عز وجل في عهد النبي محمد (ص) ثماني عشرة أذرع، فجاز أن يرفع بيوت العترة الطاهرة أيضا ثماني عشرة أذرع الا قليلا.
ثم قال عز من قائل: (ويذكر فيها اسمه) أي يذكر في تلك البيوت اسم الله عز وجل كما يذكر اسمه في بيته بيت الله الحرام.
ثم بين هذا الذكر بقوله: (يسبح له فيها بالغدو والآصال) والمراد بالتسبيح هو السبحة صلوات النوافل كما هو المعهود في لفظ القرآن الكريم أما إذا نسبه إلى الناس، و أما الغدو والآصال، فقد عرفت في باب أوقات الصلوات وباب الجهر والاخفات أن الغدو وقت الزوال يتغدى فيه الناس، والآصال وقت العصر حتى يغترب الشمس، فينطبق على صلاة الظهر والعصر، ويشير إلى أن نافلتهما مرغوب فيه في هذه البيوت مطلقا حتى في الاسفار فيعلم بذلك أن الركعات المسنونة الداخلة في الفرائض أيضا مرغوب فيها عند هذه البيوت الكريمة بطريق أولى.
وقوله عز وجل: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) الخ كأنه إشارة إلى أن المسافر وإن كان سفره للتجارة والبيع يبتغى فضل الله، لا يكون رغبته ذلك ليلهيه عن هذه التجارة المعنوية وهو ذكر الله عز وجل في هذه البيوت الشريفة والمشاهد الكريمة يصلى نوافله في تلك البيوت بأجمعها فإنها (مساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا) ويقيم صلاته حق اقامتها ويؤتى زكاته وصدقاته المندوبة والمفروضة (وكأنه يجوز حمل الزكاة إلى تلك البيوت وتقسيمها بين مستحقيها) (يخافون) أي يتقون بأفعالهم ذلك (يوما تتقلب فيه القلوب والابصار) لكونها نافعة ليوم المعاد، وليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب.
وأما ما سيجئ في الروايات من انحصار تلك المواضع بالأربعة: مكة والمدينة و الكوفة والحائر، فلان الروايات الواردة في ذلك عن الصادقين عليهما السلام، والبيوت المذكورة في الآية الكريمة لم يتحقق في زمانهما الا هذه الأربعة، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * أبواب القصر وأسبابه واحكامه * * الباب الأول * وجوب قصر الصلاة في السفر وعلله وشرائطه وأحكامه وفيه: آية، و: أحاديث 1
3 تفسير قوله تبارك وتعالى: " وإذا ضربتم في الأرض " وفي الذيل ما يناسب 2
4 في قصر الصلاة والجمع بين الصلاتين 6
5 في المسافة التي شرط في القصر، والبحث حولها مفصلا 10
6 في صلاة المسافر الذي سفره أكثر من حضره، وفي الذيل ما يتعلق 19
7 فيمن نوى الإقامة في بلد عشرة أيام، وفي الذيل ما يناسب 38
8 فيمن فات صلاته في السفر، وفيها بيان 45
9 العلة التي من أجلها كانت الصلاة المغرب في السفر والحضر ثلاث ركعات،... 56
10 * الباب الثاني * مواضع التخيير 74
11 الآيات المتعلقة بالباب في ذيل الصفحة وما يناسب ذلك 74(ه‍)
12 الأقوال في حكم الصلاة في المواطن الأربعة 82
13 في النجف 87
14 حرم الحسين عليه السلام وحد الحائر، وما قاله العلامة المجلسي رحمه الله 89
15 * الباب الثالث * صلاة الخوف وأقسامها وأحكامها، وفيه: 4 - آيات، و: أحاديث 95
16 في وجوب التقصير في صلاة الخوف 96
17 في شروط صلاة الخوف 105
18 في أن صلاة الخوف على ثلاثة وجوه 109
19 قصة رسول الله (ص) والحديبية، وخالد بن الوليد، ونزول قوله تعالى... 110
20 في كيفية صلاة الخوف 115
21 * أبواب * * فضل يوم الجمعة وفضل ليلتها وصلواتهما وآدابهما * * وأعمال سائر أيام الأسبوع * * الباب الأول * وجوب صلاة الجمعة وفضلها وشرائطها وآدابها وأحكامها وفيه: آيات وأحاديث 122
22 تفسير الآيات، وفي الذيل ما يناسب ويتعلق بالمقام 123
23 بحث حول صلاة الجمعة وسورة الجمعة 133
24 فيما يستنبط من آيات السورة الجمعة، ومعنى الامام 139
25 أقوال الفقهاء في الصلاة الجمعة وشرائطها 141
26 في قول الباقر (ع): إنما فرض الله عز وجل من الجمعة إلى الجمعة خمسا... 153
27 في أن الناس في الجمعة على خمسة أقسام 167
28 في أول وقت الجمعة وآخر وقتها 171
29 دعاء القنوت في الوتر ويوم الجمعة 190
30 العلة التي من أجلها صارت صلاة الجمعة ركعتين وجعلت الخطبة يوم الجمعة... 201
31 توضيح مرام ودفع أوهام وشرح للحديث من العلامة المجلسي (ره) 203
32 في أعمال الجمعة 212
33 الاستدلال بوجوب التخييري 217
34 بحث وتحقيق في وجوب صلاة الجمعة وعدم وجوبها 221
35 بحث في الاجماع وتحققه 222
36 فيما قاله السيد ابن الطاوس رحمه الله في صلاة الجمعة وأدلتها 227
37 في أن صلاة الظهر يوم الجمعة هي صلاة الجمعة 230
38 أول جمعة خطب فيها رسول الله صلى الله عليه وآله بالمدينة، ومتن الخطبة 232
39 الخطبة التي خطبها أمير المؤمنين عليه السلام لصلاة الجمعة، وشرح لغاتها 234
40 خطبة أخرى التي خطبها علي عليه السلام يوم الجمعة، وشرح لغاتها... 236
41 في القدر المعتبر في كل من الخطبتين 258
42 * الباب الثاني * فضل يوم الجمعة وليلتها وساعاتها، وفيه: آية، و: 33 - حديثا 263
43 معنى قوله تعالى: " وشاهد ومشهود " وفيه معان ووجوه وتأويل 263
44 الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة 273
45 في أن الأعياد أربعة 276
46 * الباب الثالث * اعمال ليلة الجمعة وصلاتها وأدعيتها، وفيه: 39 - حديثا 287
47 في من كان له حاجة، والدعاء قبل الافطار 287
48 فيمن أراد حفظ القرآن 288
49 الدعاء في ليلة الجمعة وعرفة ويومهما (اللهم من تعبأ) 294
50 دعاء آخر في ليلة الجمعة، وفيه بيان 296
51 الدعاء في الوتر وبعده في ليلة الجمعة 298
52 فيما يقرء من القرآن في ليلة الجمعة 310
53 الصلاة في ليلة الجمعة 319
54 * الباب الرابع * أعمال يوم الجمعة وآدابه ووظائفه، وفيه: 68 - حديثا 329
55 في الغسل وقص الأظفار، وزيارة النبي (ص) والأئمة عليهم السلام 329
56 في تقليم الأظفار 344
57 فيمن اغتسل يوم الجمعة 356
58 السنن في يوم الجمعة، وهي سبعة 360
59 فيمن أراد أن يدرك فضل يوم الجمعة 366
60 الصلاة المعروفة بالكاملة والدعاء بعدها 371