وهل الناس إلا شيعتنا؟ فمن لم يعرف الصلاة فقد أنكر حقنا، ثم قال: يا سعد أسمعك كلام القرآن؟ قال سعد: فقلت: بلى، صلى الله عليك، فقال: " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر " فالنهي كلام، والفحشاء و المنكر رجل، ونحن ذكر الله ونحن أكبر.
أقول: قد مرت الأخبار بأن المراد بالصلاة أمير المؤمنين عليه السلام والفحشاء والمنكر أبو بكر وعمر وذكر الله رسول الله صلى الله عليه وآله (1) فقوله عليه السلام " الصلاة تتكلم ولها صورة " يمكن أن يكون على سبيل التنظير أي لا استبعاد في أن يكون للقرآن صورة كما أن في بطن تلك الآية المراد بالصلاة رجل، أو المراد أن للصلاة صورة ومثالا يترتب عليه وينشأ منه آثار الصلاة فكذا القرآن.
ويحتمل أن يكون صورة القرآن في القيامة أمير المؤمنين عليه السلام فإنه حامل علمه والمتحلي بأخلاقه كما قال عليه السلام " أنا كلام الله الناطق " فان كل من كمل فيه صفة عمل أو حالة فكأنه جسد لتلك الصفة وشخص لها فأمير المؤمنين عليه السلام جسد للقرآن وللصلاة والزكاة ولذكر الله، لكمالها فيه، فيطلق عليه تلك الأسامي في بطن القرآن، ويطلق على مخالفيه الفحشاء والمنكر والبغي والكفر والفسوق والعصيان لكمالها فيهم، فهم أجساد لتلك الصفات الذميمة.
وبهذا التحقيق الذي أفيض علي ينحل كثير من غوامض الاخبار، وقد مر بعض الكلام في ذلك في أبواب الآيات النازلة فيهم، وسيأتي في كتاب القرآن أيضا.
" ولذكر الله أكبر " روي عن الباقر عليه السلام (2) أنه قال: ذكر الله لأهل الصلاة أكبر من ذكرهم إياه، ألا ترى أنه يقول: " اذكروني أذكركم " (3)