عن الله عن بذلك.
بيان: قال الجوهري: الوحشة الخلوة والهم، وقد أوحشت الرجل فاستوحش، وأرض وحشة وبلد وحش بالتسكين أي قفر، وتوحشت الأرض صارت وحشة وأوحشت الأرض وجدتها وحشة، وقال: القفر مفازة لا نبات فيها ولا ماء، يقال:
أرض قفر ومفازة قفرة وأقفرت الدار خلت.
25 - نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين عليه السلام: وقد رجع من صفين فأشرف على القبور بظاهر الكوفة " يا أهل الديار الموحشة، والمحال المقفرة، والقبور المظلمة، يا أهل التربة، يا أهل الغربة، يا أهل الوحدة، يا أهل الوحشة، أنتم لنا فرط سابق، و نحن لكم تبع لاحق، أما الدور فقد سكنت، وأما الأزواج فقد نكحت، وأما الأموال فقد قسمت، هذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم؟ ثم التفت إلى أصحابه فقال:
أما لو اذن لهم في الكلام لأخبروكم أن خير الزاد التقوى (1).
وقال عليه السلام: إن لله ملكا ينادي في كل يوم: لدوا للموت، واجمعوا للفناء وابنوا للخراب (2).
وقال عليه السلام: الهم نصف الهرم (3).
وقال عليه السلام: فيما كتب إلى الحارث الهمداني: أكثر ذكر الموت وما بعد الموت، ولا تتمن الموت إلا بشرط وثيق (4).
بيان: أي لا تتمن الموت إلا مشروطا بالمغفرة أو بعد تحصيل ما يوجب رفع درجات الآخرة في بقية العمر، وقال ابن أبي الحديد: أي لا تتمن الموت إلا وأنت واثق من أعمالك الصالحة أنها تؤديك إلى الجنة وتنقذك من النار.
أقول: على هذا يحتمل أن يكون نهيا عن تمني الموت مطلقا فان ذلك