أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمد الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: التعزية تورث الجنة (1).
وعنه صلى الله عليه وآله قال: من عزى حزينا كسي في الموقف حلة يحبربها (2).
المقنع: مرسلا مثله (3)، وفيه من عزى مؤمنا.
الهداية: روى الخبرين معا مرسلا (4).
تبيين: روى في الكافي الخبر الأخير عن علي بن إبراهيم (5) عن أبيه عن النوفلي، عن السكوني، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وقال في الذكرى: التعزية هي تفعلة من العزاء أي الصبر يقال: عزيته أي صبرته والمراد بها طلب التسلي عن المصاب، والتصبر عن الحزن والانكسار باسناد الامر إلى الله ونسبته إلى عدله وحكمته، وذكر ما وعد الله على الصبر مع الدعاء للميت والمصاب لتسليته عن مصيبته، وهي مستحبة إجماعا ولا كراهة فيها بعد الدفن عندنا انتهى.
وفي النهاية التعزية مستحبة قبل الدفن وبعده، بلا خلاف بين العلماء في ذلك إلا الثوري فإنه قال: لا تستحب التعزية بعد الدفن، وقال في التذكرة: قال الشيخ التعزية بعد الدفن أفضل وهو جيد، وقال المحقق في المعتبر التعزية مستحبة، وأقلها أن يراه صاحب التعزية وباستحبابها قال أهل العلم مطلقا خلافا للثوري فإنه كرهها بعد الدفن، ثم قال: فأما رواية إسحاق بن عمار فليس بمناف لما ذكرناه لاحتمال أنه يريد عند القبر بعد الدفن أو قبله، وقال الشيخ بعد الدفن أفضل وهو حق انتهى.