ما لا تكتفي به وتريد أزيد منه، فلا تصل إلى مقصودك، ولا تنتهي إلى حد، فإنه إن حصل لك جميع الدنيا تريد أزيد منها لما مر أن كثرة المال يصير سببا لكثرة الحرص وسيأتي أوضح من ذلك.
19 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن محمد الأسدي، عن سالم بن مكرم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اشتدت حال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فقالت له امرأته: لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فسألته، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فلما رآه النبي صلى الله عليه وآله قال: من سألنا أعطيناه، ومن استغنى أغناه الله فقال الرجل: ما يعني غيري فرجع إلى امرأته فأعلمها، فقالت: إن رسول الله بشر فأعلمه فأتاه، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله، حتى فعل الرجل ذلك ثلاثا ثم ذهب الرجل فاستعار معولا ثم أتى الجبل فصعده فقطع حطبا ثم جاء به فباعه بنصف مد من دقيق فرجع به فأكله، ثم ذهب من الغد فجاء بأكثر من ذلك فباعه فلم يزل يعمل ويجمع حتى اشترى معولا ثم جمع حتى اشترى بكرين وغلاما ثم اثرى حتى أيسر فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فأعلمه كيف جاء يسأله وكيف سمع النبي صلى الله عليه وآله فقال النبي صلى الله عليه وآله:
قلت لك: من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله (1).
بيان: " لو أتيت " لو للتمني " إن رسول الله صلى الله عليه وآله بشر " أي لا يعلم الغيب إلا الله، وهو بشر لا يعلم الغيب اي لم يكن هذا الكلام معك لأنه لا يعلم ما في ضميرك، أو لا يعلم كنه شدة حالنا وإنما عرف حاجتك في الجملة، وفي الصحاح المعول الفأس العظيمة التي ينقر بها الصخر " من الغد " " من " بمعنى " في " والبكر بالفتح الفتى من الإبل، ويقال: أثرى الرجل: إذا كثرت أمواله، وأيسر الرجل أي استغنى كل ذلك ذكره الجوهري.
20 - الكافي: عن العدة، عن البرقي، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن الفرات، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله