أصحابه أيضا بأحكام الكفار، إما بكونه مرتدا عن الفطرة فيقتله في الحال، أو بردة عن غير الفطرة فيتوبه، أو يمتنع من التوبة فيقتل، لان الرواية قد تضمنت أن المنجم كالكافر، أو كان يجري عليه أحكام الكهنة أو السحرة، لان الرواية تضمنت أنه كالكاهن والساحر، وما عرفنا إلى وقتنا هذا أنه حكم على هذا المنجم أحكام الكفار ولا السحرة ولا الكهنة ولا أبعده ولا عزره، بل قال: سيروا على اسم الله، والمنجم من جملتهم لأنه صاحبه، وهذا يدلك على تباعد الرواية من صحة النقل، أو يكون لها تأويل غير ظاهرها موافق للعقل.
ثم قال: ومما نذكره من التنبيه على بطلان ظاهر الرواية بتحريم على النجوم قول الراوي فيها (إن من صدقك فقد كذب القرآن واستغنى عن الاستعانة بالله) ونعلم أن الطلائع للحروب يدلون على السلامة من هجوم الجيوش وكثير من النحوس ويبشرون بالسلامة، وما ألزم من ذلك أن يوليهم الحمد دون ربهم.
ثم إننا وجدنا في الدعوات الكثيرة التعوذ من أهل الكهانة والسحرة، فلو كان المنجم مثلهم كان قد تضمن بعض الأدعية التعوذ منه، وما عرفنا في الأدعية التعوذ من النجوم والمنجم إلى وقتنا هذا، ومن التنبيه على بطلان ظاهر هذه الرواية أن الدعوات تضمن كثير منها وغيرها من صفات النبي صلى الله عليه وآله أنه لم يكن كاهنا ولا ساحرا، وما وجدنا إلى الآن ولا كان عالما بالنجوم، فلو كان المنجم كالكاهن والساحر ما كان يبعد أن يتضمنه بعض الروايات والدعوات في ذكر الصفات (انتهى).
وأقول: أما قدحه في سند الرواية فهي من المشهورات بين الخاصة والعامة ولذا أورده السيد في النهج، إذ دأبه فيه أن يروي ما كان مقبول الطرفين، وضعف سند الرواية التي أورده الصدوق - ره - لا يدل على ضعف سائر الأسانيد، وعمر بن سعد الذي يروي عنه نصر بن مزاحم ليس الملعون الذي كان محارب الحسين عليه السلام كما يظهر من كتابه كتاب الصفين الذي عندنا فإن أكثر ما رواه فيه رواه عن هذا الرجل، وفي كثير من المواضع (عمرو) مكان (عمر) ولم يكن الملعون من جملة