بزعمك هديته إلى الساعة التي يصيب النفع من سار فيها، وصرفته عن الساعة التي يحيق السوء بمن سار فيها، فمن آمن بك في هذا لم آمن عليه أن يكون كمن اتخذ من دون الله ضدا وندا، اللهم لا طير إلا طيرك، ولا ضير إلا ضيرك، ولا إله غيرك ثم قال: بل نخالف ونسير في الساعة التي نهيتنا، ثم أقبل على الناس فقال: أيها الناس! إياكم والتعلم للنجوم، إلا ما يهتدى به في ظلمات البر والبحر، إنما المنجم كالكاهن، والكاهن كالكافر، والكافر في النار. أما والله إن بلغني أنك تعمل بالنجوم لأخلدنك السجن أبدا ما بقيت، ولأحرمنك العطاء ما كان لي سلطان ثم سار في الساعة التي نهاه عنه المنجم فظفر بأهل النهر، وطهر عليهم ثم قال:
لو سرنا في الساعة التي أمرنا بها المنجم لقال الناس سار في الساعة التي أمر بها المنجم وظفر وظهر، أما إنه ما كان لمحمد صلى الله عليه وآله منجم ولا لنا من بعده حتى فتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر. أيها الناس توكلوا على الله وثقوا به، فإنه يكفي ممن سواه.
وأقول: قال السيد الجليل علي بن طاووس - ره - في كتاب النجوم بعد ما أورد هذه الرواية نقلا من النهج: إنني رأيت فيما وقفت عليه في كتاب عيون الجواهر تأليف أبي جعفر محمد بن بابويه - ره - حديث المنجم الذي عرض لمولانا علي عليه السلام عند مسيره إلى النهروان مسندا عن محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي القرشي، عن نصر بن مزاحم المقري، عن عمر ابن سعد، عن يوسف بن يزيد، عن عبد الله بن عوف بن الأحمر، قال: لما أراد أمير المؤمنين عليه السلام المسير إلى النهروان أتاه منجم ثم ذكر حديثه، فأقول: إن في هذا الحديث عدة رجال لا يعمل علماء أهل البيت عليهم السلام على روايتهم، ويمنع من يجوز العمل بأخبار الآحاد من العمل بأخبارهم وشهادتهم، وفيهم عمر بن سعد ابن أبي وقاص مقاتل الحسين عليه السلام، فإن أخباره ورواياته مهجورة، ولا يلتفت عارف بحاله إلى ما يرويه أو يسند إليه، ثم طعن في الرواية بأنها لو كانت صحيحة لكان عليه السلام قد حكم في هذا على صاحبه الذي قد شهد مصنف نهج البلاغة أنه من