في ثلاث دورات له لمكان الكسر المذكور، ولكن الناس تسامحوا فيه واصطلحوا على تقسيم كل دورة له إما إلى سبعة وعشرين منزلا كما اصطلح عليه أهل الهند اسقاطا للكسر، وإما إلى ثمانية وعشرين كما اصطلح عليه العرب إتماما له، و علموها بالكواكب القريبة منها وقد مر ذكرها، ونظموها بالفارسية على الترتيب هكذا:
أسماء منازل قمر نزل عرب * شرطين وبطين است وثرياد بران هقعه هنعه ذراع ونثره پس طرف * جبهة زبره صرفه وعوا پس اران پس سماك وغفر وزبانا إكليل * قلب وشوله نعائم وبلده بدان سعد ذابح سعد بلع سعد سعود * بأشد پس سعد أخبيه چارمشان از فرع مقدم بمؤخر چه رسيد * آنگه برشاء شد كه بأشد پايان (1) فلأجل التفاوت المذكور بين الاعتبارين إذا فرضنا القمر بدرا في منزل معين في شهر معين فبعد إتمام دورة منه إليه يكون فيه بعينه في الشهر التالي ناقصا عن البدرية بحسب ذلك التفاوت، وهكذا يريد النقصان المذكور بعد كل دورة حتى يبلغ بعد ست دورات في المنزل المذكور بعد تمام الشهر السادس إلى مرتبة الهلالية وقس عليه عكسه فيبلغ بعد إتمام ست دورات اخر فيه إلى البدرية، فعلى أي حالة يرى في منزل معين يرى فيه بعد ست دورات على الحالة المقابلة لها، وبعد اثنتي عشرة دورة على الحالة الموافقة لها، وهكذا دائما.
فإذا تمهد هذا فنقول: قد عرفت ما ذكره بعض المفسرين في قوله تعالى:
(والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم (2)) ويرجع حاصله إلى أن القمر من أول ظهوره بالعشيات مستهلا إلى آخر رؤيته بالغدوات مستنيرا يسير جميع المنازل، وفي آخرها يشبه بالعرجون القديم فيما يعرضه بسبب مرور الزمان