بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٤ - الصفحة ٥٩
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله خلق الخير يوم الأحد، وكان ليخلق الشر قبل الخير، وفي يوم الأحد والاثنين خلق الأرضين، وخلق أقواتها في يوم الثلاثاء، وخلق السماوات في يوم الأربعاء ويوم الخميس، وخلق أقواتها يوم الجمعة وذلك قول الله عز وجل (خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام) (1).
العياشي: عن ابن سنان، مثله، إلا أن فيه: وخلق يوم الأربعاء السماوات وخلق يوم الخميس أقواتها والجمعة، وذلك قوله (2) (خلق السماوات والأرض في ستة أيام) فلذلك أمسكت اليهود يوم السبت.
بيان: (وما كان ليخلق قبل الخير) لعل الغرض أنه سبحانه ابتدأ خلق الجميع يوم الأحد، إذ خيريته تعالى تقتضي أن لا يقدم خلق الشر على خلق الخير، وابتداء خلق الخير كان يوم الأحد فلم يخلق قبله شئ أصلا. ثم اعلم أن مدلول هذا الخبر ينافي ما مر من الآيات الكريمة وظواهرها من جهتين:
الأولى أن ظاهر الآية أن خلق أقوات الأرض وتقديرها كان في يومين، والخبر يدل على أنه خلق أقوات الأرض في يوم وأقوات السماء في يوم. والثانية أن ظاهر الآية تقدم يومي خلق الأقوات على يومي خلق السماوات، والخبر يدل على تأخر أحد يومي خلق الأقوات عنهما. ويمكن أن يجاب عن الأولى بأن المراد بخلق أقوات السماء خلق أسباب أقوات أهل الأرض الكائنة في السماء من المطر والثلج والألواح التي يقدر فيها الأقوات والملائكة الموكلين بها، ويؤيده أن ليس لأهل السماء قوت وطعام وشراب، ففي يوم واحد قدر الأسباب الأرضية لأقوات أهل الأرض وفي يوم الآخر قدر الأسباب السماوية لها، وفي الآية نسبهما إلى الأرض لكونهما

(1) روضة الكافي: ص 145.
(2) قول الله عز وجل. (نسخة)
(٥٩)
مفاتيح البحث: الكرم، الكرامة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * أبواب * * كليات أحوال العالم وما يتعلق بالسماويات * * الباب الأول * حدوث العالم وبدء خلقه وكيفيته وبعض كليات الأمور 2
3 تفسير الآيات، وبحث وتحقيق حول: " خلق السماوات والأرض في ستة أيام " 6
4 تحقيق في خلق الأرض قبل السماء، أم السماء قبلها 22
5 معنى الحدوث والقدم 31(ه‍)
6 اخبار وخطب في التوحيد 32
7 فيما قاله الرضا عليه السلام لعمران الصابي، وفيه بيان 47
8 الدليل على حدوث الأجسام 62
9 في أن أول ما خلقه الله النور 73
10 في خلق الأشياء 77
11 تفسير قوله تعالى: " وكان عرشه على الماء " 95
12 في إماتة الخلق 104
13 الخطبة التي خطبها أمير المؤمنين (ع) في التوحيد وخلق الأشياء، وفيها بيان 106
14 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام، ويذكر فيه ابتداء خلق السماوات... 176
15 في خلق الأشياء من الأنوار الخمسة الطيبة عليهم السلام 192
16 في أن أول ما خلق الله تعالى نور حبيبه محمد صلى الله عليه وآله 198
17 في أن الله تعالى خلق أرض كربلا قبل أن يخلق أرض الكعبة، ودحي الأرض من تحتها 202
18 بيان في علة تخصيص الستة أيام بخلق العالم، وتحقيق حول: اليوم، والسنة القمرية والشمسية، ومعنى الأسبوع في خلق الله 216
19 في بيان معاني الحدوث والقدم 234
20 في تحقيق الأقوال في ذلك 238
21 في كيفية الاستدلال بما تقدم من النصوص 254
22 الدلائل العقلية، وبطلان التسلسل 260
23 في دفع بعض شبه الفلاسفة الدائرة على ألسنة المنافقين والمشككين 278
24 بحث وتحقيق في أول المخلوقات 306
25 بحث وتحقيق ورفع اشكال عن آيات سورة السجدة... 309
26 * الباب الثاني * العوالم ومن كان في الأرض قبل خلق آدم عليه السلام ومن يكون فيها... 316
27 معنى قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق " والأقوال في هذه الأمة 316
28 في عدد مخلوقات الله تعالى 318
29 في الجن والنسناس 323
30 جابلقا وجابرسا، وقول الصادق عليه السلام: من وراء شمسكم أربعين شمس 329
31 فيما سئله موسى عليه السلام عن بدء الدنيا 331
32 بحث وتحقيق رشيق حول اخبار العوالم وجابلقا وجابرسا، وفي الذيل ما يناسب المقام 349
33 بحث حول عالم المثال 354
34 العلة التي من أجلها سميت الدنيا دنيا والآخرة آخرة 355
35 * الباب الثالث * القلم، واللوح المحفوظ، والكتاب المبين، والامام المبين، وأم الكتاب 357
36 تفسير الآيات 358
37 في اللوح المحفوظ والقلم 362
38 في أن اللوح من درة بيضاء 376