بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٤ - الصفحة ٥٤
يطلق (1) على آياته. (ولم يجعل للحروف في إبداعه لها معنى) أي إنما خلق الحروف المفردة التي ليس لها موضوع غير أنفسها، ولم يجعل لها وضعا ولا معنى ينتهي إليه ويوجد ويعرف بذلك الحرف، ويحتمل أن يكون المراد بالمعنى الصفة أي أول ما خلقها كان غير موصوف بمعنى وصفة ينتهي إليها ويوجد، لأنها كانت مبدعة بمحض الابداع ولم يكن هناك شئ غير الابداع والحروف حتى يكون معنى للحروف أو صفة لها، والمراد بالنور الوجود، إذ به تظهر الأشياء كما تظهر الموجودات للحس بالنور، والابداع هو الايجاد، وبالايجاد تصير الأشياء موجودة فالابداع هو التأثير، والحروف هي الأثر موجودة بالتأثير، وبعبارة أخرى:
الحروف محل التأثير، وعبر عنه بالمفعول والفعل، والأثر هو الوجود.
(فأما الخمسة المختلفة فبحجج) كذا في أكثر النسخ، أي إنما حدثت بأسباب وعلل من انحراف لهجات الخلق، واختلاف منطقهم، لا ينبغي ذكرها. وفي بعضها (فبحح) بالحائين من (البحة) وهي الغلظة في الصوت، والأظهر أنه عليه السلام ذكر تلك الحروف فاشتبه على الرواة وصحفوها، فالخمسة: (الگاف) في قولهم (بگو) أي تكلم، و (الچيم) المنقوطة بثلاث نقاط كما في قولهم (چه ميگوئى؟) و (الژاء) في قولهم (ژاله) و (الپاء) في قولهم (پياده) و (پياله) والتاء الهندية. ثم ركب الحروف وأوجد الأشياء (2) وجعلها فعلا منه، كما قال (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) فكن صنع وإيجاد للأشياء، وما يوجد به هو المصنوع فأول صادر عنه تعالى هو الايجاد، وهو معنى لا وزن له ولا حركة، وليس بمسموع ولا ملون ولا محسوس، والخلق الثاني يعنى الحروف غير موزون ولا ملون لكنها مسموعة موصوفة ولا يمكن إبصارها والخلق الثالث وهو ما وجد بهذه الحروف من السماوات والأرضين وغيرهما هي محسوسة ملموسة مذوقة مبصرة فالله مقدم بوجوده

(1) في بعض النسخ، يطلقان.
(2) في نسخة: بها الأشياء.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * أبواب * * كليات أحوال العالم وما يتعلق بالسماويات * * الباب الأول * حدوث العالم وبدء خلقه وكيفيته وبعض كليات الأمور 2
3 تفسير الآيات، وبحث وتحقيق حول: " خلق السماوات والأرض في ستة أيام " 6
4 تحقيق في خلق الأرض قبل السماء، أم السماء قبلها 22
5 معنى الحدوث والقدم 31(ه‍)
6 اخبار وخطب في التوحيد 32
7 فيما قاله الرضا عليه السلام لعمران الصابي، وفيه بيان 47
8 الدليل على حدوث الأجسام 62
9 في أن أول ما خلقه الله النور 73
10 في خلق الأشياء 77
11 تفسير قوله تعالى: " وكان عرشه على الماء " 95
12 في إماتة الخلق 104
13 الخطبة التي خطبها أمير المؤمنين (ع) في التوحيد وخلق الأشياء، وفيها بيان 106
14 الخطبة التي خطبها علي عليه السلام، ويذكر فيه ابتداء خلق السماوات... 176
15 في خلق الأشياء من الأنوار الخمسة الطيبة عليهم السلام 192
16 في أن أول ما خلق الله تعالى نور حبيبه محمد صلى الله عليه وآله 198
17 في أن الله تعالى خلق أرض كربلا قبل أن يخلق أرض الكعبة، ودحي الأرض من تحتها 202
18 بيان في علة تخصيص الستة أيام بخلق العالم، وتحقيق حول: اليوم، والسنة القمرية والشمسية، ومعنى الأسبوع في خلق الله 216
19 في بيان معاني الحدوث والقدم 234
20 في تحقيق الأقوال في ذلك 238
21 في كيفية الاستدلال بما تقدم من النصوص 254
22 الدلائل العقلية، وبطلان التسلسل 260
23 في دفع بعض شبه الفلاسفة الدائرة على ألسنة المنافقين والمشككين 278
24 بحث وتحقيق في أول المخلوقات 306
25 بحث وتحقيق ورفع اشكال عن آيات سورة السجدة... 309
26 * الباب الثاني * العوالم ومن كان في الأرض قبل خلق آدم عليه السلام ومن يكون فيها... 316
27 معنى قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق " والأقوال في هذه الأمة 316
28 في عدد مخلوقات الله تعالى 318
29 في الجن والنسناس 323
30 جابلقا وجابرسا، وقول الصادق عليه السلام: من وراء شمسكم أربعين شمس 329
31 فيما سئله موسى عليه السلام عن بدء الدنيا 331
32 بحث وتحقيق رشيق حول اخبار العوالم وجابلقا وجابرسا، وفي الذيل ما يناسب المقام 349
33 بحث حول عالم المثال 354
34 العلة التي من أجلها سميت الدنيا دنيا والآخرة آخرة 355
35 * الباب الثالث * القلم، واللوح المحفوظ، والكتاب المبين، والامام المبين، وأم الكتاب 357
36 تفسير الآيات 358
37 في اللوح المحفوظ والقلم 362
38 في أن اللوح من درة بيضاء 376