بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٤ - الصفحة ٢٥٧
مفسرة بأنه سبحانه قبل كل شئ (1).
ومنها: الآيات والأخبار الدالة على فناء جميع الموجودات، وقد مر بعضها هنا وبعضها في المجلد الثالث، وذلك بضم مقدمة مسلمة عند القائلين بالقدم، وهي أن ما ثبت قدمه امتنع عدمه (2).
وقد روى في الاحتجاج في حديث الزنديق الذي سأل الصادق عليه السلام عن مسائل أنه قال: فيتلاشى (3) الروح بعد خروجها عن قالبه أم هو باق؟ قال عليه السلام بل باق إلى وقت ينفخ في الصور، فعند ذلك تبطل الأشياء وتفنى فلا حس يبقى ولا محسوس ثم أعيدت الأشياء كما بدأها يدبرها (4) وذلك أربعمأة سنة يثبت فيها الخلق و ذلك بين النفختين (5).
ويدل على حدوث السماوات الآيات والأخبار الدالة على انشقاقها وانفطارها وطيها وانتشار الكواكب منها بما مر من التقريب، وقد مضى جميع ذلك في المجلد الثالث.
ومنها الآيات والأخبار الدالة على خلق السماوات والأرض في ستة أيام

(1) قد عرفت معنى الأولية والآخرية في أوائل الكتاب واستحالة كون تقدمه سبحانه على العالم زمانيا فراجع.
(2) لو ثبت باخبار الصادقين ان العالم الجسماني بجميع اجزائه وتوابعه يفنى قبل قيام الساعة حتى أنه لا يبقى نفس الزمان أيضا لكان ذلك دليلا على حدوثه، لكن اثباته لا يخلو عن اشكال، ومما يشعر بعدمه تعيين الوقت لذلك في الروايات، فيشهد بوجود الزمان حينئذ وهو غيره تعالى بالضرورة، وربما يجد المتتبع شواهد أخرى، منها استثناء من شاء الله عن حكم نفخ الصور، قال تعالى (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله) (الزمر: 68) على أن ظاهر الآية صعق أهل السماوات والأرض لا فناء جميع الموجودات.
والبحث طويل الذيل ولا مجال للتوسع فيه، واللبيب لا يحتاج إلى التنبيه على أن عدم دلالة هذه الأدلة غير ملازم للقول بقدم العالم، فللحدوث برهان آخر مذكور في محله.
(3) في المصدر: افتتلاشى.
(4) في المصدر: مدبرها.
(5) الاحتجاج: 192.
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست