وذكر أبو عمرو الزاهد في كتاب الياقوت قال: قال عبد الله بن الصفار صاحب أبي حمزة الصوفي: غزونا غزاة وسبينا سبيا وكان فيهم شيخ من عقلاء النصارى فأكرمناه وأحسنا إليه فقال لنا: أخبرني أبي، عن آبائه أنهم حفروا في بلاد الروم حفرا قبل أن يبعث [محمد] العربي بثلاث مائة سنة فأصابوا حجرا عليه مكتوب بالمسند هذا البيت:
أترجو عصبة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب والسند كلام أولاد شيث عليه السلام.
5 - أمالي الصدوق: أبي، عن حبيب بن الحسين التغلبي، عن عباد بن يعقوب، عن عمرو بن ثابت، عن أبي الجارود، عن أبي عبد الله عليه السلام (1) قال: كان النبي صلى الله عليه وآله في بيت أم سلمة فقال لها: لا يدخل علي أحد فجاء الحسين عليه السلام وهو طفل فما ملكت معه شيئا حتى دخل على النبي فدخلت أم سلمة على أثره فإذا الحسين على صدره وإذا النبي يبكي وإذا في يده شئ يقلبه.
فقال النبي: يا أم سلمة إن هذا جبرئيل يخبرني أن هذا مقتول وهذه التربة التي يقتل عليها فضعيه عندك، فإذا صارت دما فقد قتل حبيبي، فقالت أم سلمة:
يا رسول الله سل الله أن يدفع ذلك عنه؟ قال: قد فعلت فأوحى الله عز وجل إلي أن له درجة لا ينالها أحد من المخلوقين، وأن له شيعة يشفعون فيشفعون، وأن المهدي من ولده فطوبى لمن كان من أولياء الحسين وشيعته هم والله الفائزون يوم القيامة (2).
6 - عيون أخبار الرضا (ع)، أمالي الصدوق: ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن الفضل قال: سمت الرضا عليه السلام يقول: لما أمر الله عز وجل إبراهيم عليه السلام أن يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه تمنى إبراهيم أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل بيده وأنه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه، ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعز ولده عليه بيده، فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب.