وقال الحافظ في الحلية روي عن عمر بن إسحاق قال: دخلت أنا ورجل على الحسن بن علي عليهما السلام نعوده فقال: يا فلان سلني قال: لا والله لا أسألك حتى يعافيك الله ثم نسألك، قال: ثم دخل (الخلاء) ثم خرج إلينا فقال: سلني قبل أن لا تسألني، قال: بل يعافيك الله ثم لنسألك، قال: ألقيت طائفة من كبدي وإني قد سقيت السم مرار فلم اسق مثل هذه المرة.
ثم دخلت عليه من الغد، وهو يجود بنفسه، والحسين عند رأسه، فقال: يا أخي من تتهم؟ قال: لم؟ لتقتله؟ قال: نعم، قال: إن يكن الذي أظن فإنه أشد بأسا وأشد تنكيلا، وإلا يكن فما أحب أن يقتل بي برئ، ثم قضى عليه السلام.
وعن رقية بن مصقلة، قال: لما حضر الحسن بن علي (الموت) قال: أخرجوني إلى الصحراء لعلي أنظر في ملكوت السماء، يعني الآيات، فلما اخرج به قال:
اللهم إني أحتسب نفسي عندك، فإنها أعز الأنفس علي، وكان له مما صنع الله له أنه احتسب نفسه (1).
بيان: قوله عليه السلام: اللهم إني أحتسب نفسي عندك أي أرضى بذهاب نفسي وشهادتي، ولا أطلب القود طالبا لرضاك أو أطلب منك أن تجعلها عندك في محال القدس.
6 - الكفاية: محمد بن وهبان، عن داود بن الهيثم، عن جده إسحاق بن بهلول (عن أبيه بهلول) بن حسان، عن طلحة بن زيد الرقي، عن الزبير بن عطاء، عن عمير بن ماني العبسي، عن جنادة بن أبي أمية قال: دخلت على الحسن بن علي ابن أبي طالب عليه السلام في مرضه الذي توفي فيه وبين يديه طست يقذف عليه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي أسقاه معاوية لعنه الله (2) فقلت: يا مولاي