بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤١ - الصفحة ١٩٣
لعلك لو ناديت كما نادى هو كنت تجد ذلك كما يجد هو، وإذا كان، إنما تقضي عن رسول الله (1) فنادى أبو بكر كذلك فعرف أمير المؤمنين الحال فقال: أما إنه سيندم على ما فعل، فلما كان من الغد أتاه أعرابي وهو جالس في جماعة من المهاجرين والأنصار فقال: أيكم وصي رسول الله؟ فأشير إلى أبي بكر، فقال: أنت وصي رسول الله وخليفته؟ قال: نعم فما تشاء؟ قال: فهلم الثمانين الناقة التي ضمن لي رسول الله، قال: وما هذه النوق؟ قال: ضمن لي رسول الله صلى الله عليه وآله ثمانين ناقة حمراء كحل العيون، فقال لعمر: كيف نصنع الآن؟ قال: إن الاعراب جهال (2) فاسأله: ألك شهود بما تقول؟ فطلبهم منه، قال: ومثلي يطلب الشهود (3) على رسول الله صلى الله عليه وآله بما يتضمنه (4)؟ والله ما أنت بوصي رسول الله وخليفته، فقام إليه سلمان وقال: يا أعرابي اتبعني أدلك على وصي رسول الله صلى الله عليه وآله فتبعه الاعرابي حتى انتهى (5) إلى علي عليه السلام فقال: أنت وصي رسول الله؟ قال: نعم فما تشاء؟ قال:
إن رسول الله صلى الله عليه وآله ضمن لي ثمانين ناقة حمراء كحل العيون فهلمها (6)، فقال له علي عليه السلام: أسلمت أنت وأهل بيتك؟ فانكب الاعرابي على يديه يقبلها (7) وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وخليفته، فبهذا وقع الشرط بيني وبينه وقد أسلمنا جميعا، فقال علي عليه السلام: يا حسن انطلق أنت وسلمان مع هذا الاعرابي إلى وادي فلان فناد: يا صالح يا صالح، فإذا أجابك فقل: إن أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول لك: هلم الثمانين الناقة التي ضمنها رسول -

(1) في (م): إنما يقضى دين رسول الله.
(2) في المصدر: ان الاعرابي جاهل.
(3) في المصدر: يطلب منه الشهود.
(4) في المصدر: بما ضمنه لي.
(5) في المصدر: حتى انتهى به.
(6) في المصدر: فهاتها.
(7) في المصدر: يقبلهما.
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست