الدير: والله ما بني هذا الدير إلا بذلك الماء، ما استخرجه إلا نبي أو وصي نبي (1).
60 - نهج البلاغة: وقال عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج - وقيل له: إن القوم قد عبروا جسر النهروان -: مصارعهم دون النطفة، والله لا يفلت منهم عشرة ولا يهلك منكم عشرة.
قال السيد الرضي رضي الله عنه: يعني بالنطفة ماء النهر، وهي أفصح كناية عن الماء (2).
وقال ابن أبي الحديد: هذا الخبر من الاخبار التي تكاد تكون متواترة لاشتهاره ونقل الناس كافة له، وهو من معجزاته وأخباره المفصلة عن الغيوب التي لا يحتمل التلبيس، لتقييده بالعدد المعين في أصحابه وفي الخوارج، ووقع الامر بعد الحرب من غير زيادة ولا نقصان، ولقد كان له من هذا الباب ما لم يكن لغيره ولمشاهدة الناس من معجزاته وأحواله المنافية لقوى البشر غلافيه من غلا، حتى نسب إلى أن الجوهر الإلهي حل في بدنه، كما قالت النصارى في عيسى عليه السلام انتهى (3).
61 - نهج البلاغة: من خطبة له عليه السلام: أما بعد أيها الناس فأنا فقأت عين الفتنة، و لم يكن ليجترئ عليها أحد غيري، بعد أن ماج غيهبها واشتد كلبها، فاسألوني قبل أن تفقدوني، فوالذي نفسي بيده لا تسألونني عن شئ فيما بينكم وبين الساعة ولاعن فئة تهدي مائة وتضل مائة إلا أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها ومناخ ركابها ومحط رحالها ومن يقتل من أهلها قتلا ويموت منهم موتا، ولو قد فقدتموني و نزلت (4) كرائه الأمور وحوازب الخطوب لأطرق كثير من السائلين وفشل كثير من المسؤولين، وذلك إذا قلصت حربكم وشمرت عن ساق، وضاقت الدنيا عليكم ضيقا