بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣١ - الصفحة ٩٥
قال الله تعالى: ﴿إن أكرمكم عند الله أتقيكم﴾ (1). نعم لو كان ذلك بوصية من النبي صلى الله عليه وآله لكان كاشفا عن فضل ودليلا على شرف (2)، وما روي من أنه يلحق الميت نفع في الآخرة بالدفن في المشاهد المشرفة فإنما هو في الحقيقة إكرام لصاحب المشهد بالتفضل على من حل بساحته وفاز بجواره (3) إن كان من شيعته والمخلصين له.

(١) الحجرات: ١٣.
(٢) وجاء في الصراط المستقيم ٣ / ٢٨: عن إحياء العلوم للغزالي في الفصل الرابع من الجزء الأول:
أن عمر سأل حذيفة هل هو من المنافقين أم لا؟!.
ولولا أنه علم من نفسه صفات تناسب صفات المنافقين لم يكن يشك فيها ولم يتقدم على فضيحتها.
(٣) في المطبوع: بجوازه. وهو سهو.
تذييل:
نود أن نختم بحثنا هذا ببعض الكلمات المأثورة عن خليفة القوم:
منها: ما جاء في كنز العمال ١ / ١٠٣، عن قتادة قال عمر بن الخطاب: من قال إني عالم فهو جاهل، ومن قال إني مؤمن فهو كافر!!. وقريب منه جاء في شعب الايمان.
ومنها: ما قاله الضحاك: قال عمر: يا ليتني كنت كبش أهلي سمنوني ما بدا لهم حتى إذا كنت أسمن ما أكون زارهم بعض من يحبون فجعلوا بعضي شواء ويعضي قديدا ثم أكلوني فأخرجوني عذرة ولم أكن بشرا. ذكره المتقي في الكنز ٦ / ٣٤٥ وقال: أخرجه هناد.
ومنها: ما ذكره ابن سعد في طبقاته ٣ / ٢٨٦، عن سالم بن عبد الله أنه قال: إن عمر بن الخطاب كان يدخل يده في دبرة البعير ويقول: إني لخائف أن أسأل عما بك!.
ومنها: ما عن سعيد بن يسار، قال: بلغ عمر بن الخطاب أن رجلا بالشام يزعم أنه مؤمن، فكتب إلى أميره أن ابعثه إلي، فلما قدم قال: أنت الذي تزعم أنك مؤمن؟. قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال: ويحك! ومم ذاك؟. قال: أولم تكونوا مع رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم أصنافا، مشرك ومنافق ومؤمن؟ ممن أين كنتم؟ فمد عمر يده إليه معرفة لما قال حتى أخذ بيده.
ومنها: سمع عمر بن الخطاب رجلا ينادي رجلا: يا ذا القرنين، قال: أفرغتم من أسماء الأنبياء فارتفعتم إلى أسماء الملائكة؟!. أوردها الدميري في حياة الحيوان ٢ / ٢١، وابن حجر في فتح الباري ٦ / ٢٩٥ وغيرهما.
ومنها: قصة شراء الخليفة للإبل من أعرابي، وقوله له أكثر من مرة: إنك رجل سوء، وقضاء علي عليه السلام لنفع الاعرابي، كما أوردها في كنز العمال ٢ / ٢٢١، والمنتخب منه ٢ / ٢٣١ - هامش مسند أحمد - وغيرهما.
وأقول: عرفته الاعراب فكيف يجهل أو يتجاهله غيرهم.
ومنها: ما أورده في عمدة القاري ٧ / ١٤٣، وشرح النهج لابن أبي الحديد ٣ / ١٠٤ - أربع مجلدات - وغيرهما من أنه جاءت سرية لعبيد الله بن عمر تشكوه عند أبيه، فقالت: يا أمير المؤمنين!
ألا تعذرني في أبي عيسى؟!. قال: ومن أبو عيسى؟. قالت: ابنك عبيد الله. قال: ويحك! وقد تكنى بأبي عيسى؟!. ودعاه وقال: إيها! اكتنيت بأبي عيسى؟!. فحذر وفزع، فأخذ يده فعضها!
حتى صاح، ثم ضربه.
وهذا آخر أنواع التأديب والتعزير التي لا تعرفه إلا حكومات الغاب.
ومنها: ما جاء في حاشية السيوطي المدونة على القاموس في لفظ (الابنة): أنها كانت في خمسة في زمن الجاهلية أحدهم سيدنا عمر!. ومن هنا وغيره ادعى لقب: أمير المؤمنين، حيث قال الصادق عليه السلام أنه ما دعاه أحد غير علي بن أبي طالب عليه السلام إلا كان ممن يؤتى في دبره، وألف صاحب تفسير نور الثقلين كتابا أثبت أن هذه الحالة كانت مع الخلفاء الأمويين والعباسيين بأجمعهم، واستشهد بشواهد من الشعر والنثر على وجود تلك العاهة لكل واحد منهم من طريقي العامة والخاصة.
هذا ونوصي بقراءة ما كتبه شيخنا الأميني - رحمه الله - تحت عنوان: نوادر الأثر في علم عمر في موسوعته الغدير ٦ / 83 - 333. وكنا غالبا في بحثنا هذا عيال عليه، وآخذين منه.
قال في محاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني 2 / 213 - طبعة مصر - عن ابن عباس قال: كنت مع عمر بن الخطاب في ليلة - وعمر على بغل وأنا على فرس - فقرأ آية فيها ذكر علي بن أبي طالب، فقال: أما والله يا بني عبد المطلب لقد كان علي فيكم أولى بهذا الامر مني ومن أبي بكر..!.
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 93 94 95 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الطعن الرابع عشر: أبدع في الدين بدعا كثيرة 7
2 الطعن الخامس عشر: التفريط في بيت المال 44
3 الطعن السادس عشر: التلون في الاحكام 58
4 الطعن السابع عشر: هم بإحراق بيت فاطمة عليها السلام 59
5 الطعن الثامن عشر: قصة الشورى وما أبدع فيها 60
6 الطعن التاسع عشر: وصيته بدفنه في بيت النبي (ص) 88
7 باب (24): نسب عمر وولادته ووفاته وبعض نوادر أحواله، وما جرى بينه وبين أمير المؤمنين صلوات الله عليه 97
8 حسب عمر 109
9 مقتل عمر وكيفية قتله 113
10 باب نادر 141
11 باب (25): تفصيل مثالب عثمان وبدعه في الاحتجاج بها على المخالفين بما رووه في كتبهم وبعض أحواله 149
12 مثالب عثمان وبدعه 149
13 الطعن الأول: تولية من لا يصلح للولاية على المسلمين 149
14 الطعن الثاني: إنكار الصحابة عليه بالاجماع 162
15 الطعن الثالث: رده للحكم بن أبي العاص طريد رسول الله (ص) 169
16 الطعن الرابع: ما صنع مع أبي ذر من الإهانة والضرب والشتم وغيره 174
17 الطعن الخامس: ضرب ابن مسعود وإهانته 187
18 الطعن السادس: ما صنع بعمار بن ياسر 193
19 الطعن السابع: حرقه المصاحف وجمع الناس على قراءة زيد بن ثابت 205
20 الطعن الثامن: إيثاره أهل بيته من بيت مال المسلمين 218
21 الطعن التاسع: تعطيله للحدود الواجبة 224
22 الطعن العاشر: إنه حمى الحمى عن المسلمين 227
23 الطعن الحادي عشر: أعطى من بيت المال الصدقة المقاتلة وغيرها 230
24 الطعن الثاني عشر: أتم الصلاة في حال السفر بمنى 230
25 الطعن الثالث عشر: جرأته على الرسول (ص) ومضادته له 237
26 الطعن الرابع عشر: عدم إذعانه لقضاء رسول الله (ص) بالحق 238
27 الطعن الخامس عشر: زعم في المصحف لحنا 239
28 الطعن السادس عشر: تقديمه الخطبتين في العيدين، وقدم الصلاة عليهما 240
29 الطعن السابع عشر: إحداث الاذان يوم الجمعة رائد عن ما سنه رسول الله (ص) 242
30 الطعن الثامن عشر: مصادرة الدور حول المسجد الحرام لتوسعته وحبس من اعترض 244
31 الطعن التاسع عشر: عدم تمكنه من الاتيان بالخطبة 244
32 الطعن العشرون: جهله بالأحكام 246
33 تذييل وتتميم 253
34 نكير أبي بن كعب 269
35 نكير أبي ذر 270
36 نكير عمار بن ياسر 279
37 نكير عبد الله بن مسعود 281
38 نكير حذيفة بن اليمان 283
39 نكير المقداد 284
40 نكير عبد الرحمن بن حنبل القرشي 285
41 نكير طلحة بن عبيد الله 285
42 نكير الزبير بن العوام 287
43 نكير عبد الرحمن بن عوف 288
44 نكير عمرو بن العاص 290
45 نكير محمد بن مسلمة الأنصاري 291
46 نكير أبي موسى 292
47 نكير جبلة بن عمرو الساعدي 292
48 نكير جهجاه بن عمرو الغفاري 294
49 نكير عائشة 295
50 باب (26): الشورى واحتجاج أمير المؤمنين صلوات الله عليه على القوم في ذلك اليوم 315
51 باب (27): احتجاج أمير المؤمنين صلوات الله عليه على جماعة من المهاجرين والأنصار لم تذاكروا فضلهم في أيام خلافة عثمان وغيره مما احتج به في أيام خلافة خلفاء الجور وبعدها 407
52 باب (28): ما جرى بين أمير المؤمنين صلوات الله عليه وبين عثمان وولاته وأعوانه وبعض أحواله 449
53 باب (29): كيفية قتل عثمان وما احتج عليه القوم في ذلك ونسبه وتاريخه 475
54 باب (30): تبري أمير المؤمنين عليه السلام من دم عثمان وعدم إنكاره أيضا 499
55 باب (31): ما ورد في لعن بني أمية وبني العباس وكفرهم 507
56 باب (32): ما ورد في جمع الغاصبين والمرتدين مجملا 567
57 استدراك (تتميم) 587
58 ما ورد في أبي بكر 587
59 ما ورد في عمر 589
60 ما ورد في عثمان 598
61 ما ورد فيهما أو فيهم 600
62 ما ورد في عائشة وحفصة وبني أمية 639
63 ما ورد في أعداء آل محمد (ص) 648