بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣١ - الصفحة ٩٠
يدفن مع صاحبيه، (1).. فسلم واستأذن ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكي، فقال (2): يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام ويستأذن ان يدفن مع صاحبيه، (3) فقالت: كنت أريده لنفسي ولا تؤثرن به اليوم على نفسي، فلما أقبل قيل هذا عبد الله ابن عمر قد جاء، قال (4): ارفعوني، فأسنده رجل إليه، فقال: ما لديك؟. فقال:
الذي تحب يا أمير المؤمنين، أذنت. قال: الحمد لله، ما كان شئ (5) أهم إلي من ذلك. قال: فإذا أنا قضبت فاحملوني، ثم سلم فقل (6) يستأذن عمر بن الخطاب فإن أذنت لي فأدخلوني وإن ردتني ردوني إلى مقابر المسلمين.. (7).
فهذا دليل واضح على جهله أو تسويله وتمويهه على العوام، لما قد عرفت من أنه إن كان صدقة يشترك فيه المستحقون - كما يدل عليه الخبر الذي افتراه أبو بكر - فتحريم التصرف فيه (8) بالدفن ونحوه واضح، وإن كان ميراثا فالتصرف فيه قبل القسمة من دون استيذان جميع الورثة أيضا محرم، ولا ينفع طلب الاذن من عائشة وحدها (9).

(١) في المصدر زيادة: قال.
(٢) في (ك): وقال.
(٣) زيادة: قال، قبل: فقالت، جاءت في صحيح البخاري.
(٤) في المصدر: فقال: قال.
(٥) في المصدر: من شئ، ومثله في جامع الأصول.
(٦) في صحيح البخاري: وقل.
(٧) قريب منه في صحيح البخاري ٢ / ١٢٨ كتاب الجنائز باب ما جاء في قبر النبي (ص) وأبي بكر وعمر، حديث ٥. وأورده ابن سعد في الطبقات ٣ / ٣٣٨، وابن الأثير في الكامل ٣ / ٢٧، وكذا في جامع الأصول ٤ / ١٢٠ خلال حديث ٢٠٨٥، وابن حجر في فتح الباري ٧ / ٥٦ - ٥٧.
(٨) وضع في المطبوع من البحار على: فيه، رمز نسخة بدل.
(٩) والذي نظنه - وظن الألمعي الصواب - أن من أعظم المطاعن على الخليفة الثاني وأفجع مثالبه - مع كثرتها وقل ما وصل منها إلينا - عدا ظلمه لآل الله وغصبه لحق ولي الله وتغييره لسنة رسول الله (ص) واستخفافه بأحكام الله، وبدعه وجهله وتلونه ونفاقه.. وكل ما سردناه لك نهيه عن الحديث، نقلا وكتابة، فهو تارة ينهى عن نقل الحديث عن رسول الله (ص)، وأخرى عن الاكثار به، وثالثة عن تفسيره، ورابعة عن تأويله.. وهكذا بعد أن عرف عنه نهى عن مشكل القرآن وعن السؤال عما لم يقع.
وقد وجدنا نماذج فلتت من أقلام أعلامهم وبرزت، وروايات خفيت عن نقادهم بل كلمات صدرت من الصحابة في غفلة من درة عمر وسيف البغي.
وفي هذا المقام فقد جاء عن عروة أنه قال: إن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن فاستفتى أصحاب رسول الله (ص) في ذلك، فأشاروا عليه أن يكتبها! فطفق عمر يستخير الله فيها شهرا ثم أصبح يوما وقد عزم الله له، فقال: إني كنت أريد أن أكتب السنن وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتابا فأكبوا عليه وتركوا كتاب الله..!!. كما أوردها الدارمي في سننه ١ / ١٢٥، والحاكم في مستدركه ١ / ١٠٤ - ١٠٦، وجاء في مختصر جامع العلم: ٣٦ و ٣٧ وغيرهم.
وها هو الطبري يحكي عن عمر قوله - كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٣ / ١٢٠ - أربع مجلدات -: جردوا القرآن ولا تفسروه!، وأقلوا الرواية عن رسول الله وأنا شريككم. وقد قال ابن كثير في تاريخه: ٨ / ١٠٧: هذا معروف عن عمر، وان عمر حبس ثلاثة: ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الأنصاري حتى مات عمر. وقاله غير واحدكما في مجمع الزوائد ١ / ١٤٩، وتذكرة الحفاظ ١ / ٧.
وجاء في مستدرك الحاكم ١ / ١١٠: إن عمر بن الخطاب قال لابن مسعود ولأبي الدرداء ولأبي ذر: ما هذا الحديث عن رسول الله (ص)، وأحسبه حبسهم بالمدينة حتى أصيب وقد سبقه الأول - كما جاء في كنز العمال ٥ / ٢٣٧، وتذكرة الحفاظ ١ / ٥، والبداية والنهاية غيرها - عن عائشة، قالت: جمع أبي الحديث عن رسول الله فكانت خمسمائة حديث! فبات يتقلب، فقلت: يتقلب لشكوى أو لشئ بلغه؟، فلما أصبح قال: أي بنية! هلمي بالأحاديث التي عندك، فجئته بها فأحرقها.
وسار الثاني على منهاج الأول، فها هو ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ١٨٨، والخطيب البغدادي في تقيد العلم وغيرهما قالا: إن عمر خطب في خلافته فقال: لا يبقين أحد عنده كتابا إلا أتاني به فأرى فيه رأيي، فظنوا أنه يريد النظر فيها ليقومها على أمر لا يكون فيه اختلاف، فأتوه بكتبهم فأحرقها بالنار!، بل هو بعث في الأمصار يأمرهم: من كان عنده شئ فليمحه، كما جاء في جامع بيان العلم لابن عبد البر.
وعلى كل، فإن السلطة الحاكمة والسياسة الوقتية السائدة اقتضت مصالحها محو السنة وحرقها، وعدم التحدث بها، ومعاقبة من يقول بها وينشرها، بل وحتى من يعمل بها، وإحياء البدع ونشرها، وإعطائها صبغة شرعية، ولذا كان الاجتهاد بالرأي والقياس والاستحسان مسألة طبيعية في الأحقاب اللاحقة نتيجة فقد النص، ولذا تشبثوا بالاقتداء بسنة أبي بكر ومن لحق به وشايعه كمعاوية ونغله ومروان بن الحكم وعبد الملك وولده الوليد وسليمان. وهكذا دواليك إلى أن جاء عمر بن عبد العزيز فطلب من أبي بكر الحزمي أن يكتب له ما كان من حديث رسول الله أو سنته أو حديث عمر بن الخطاب! كما صرح بذلك مالك في الموطأ ١ / ٥ وغيره. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أقول: هذه نماذج يسيرة جدا عما هناك، ولم نستقص وما كان من قصدنا الاستقصاء حول الدور البشع الذي واجه الخليفة به حديث الرسول (ص) قصد بها أغراض سياسية وقتية للسد على الأمة أبواب المعرفة وحبسها في براثن الجاهلية وحرمانها من ينبوع الوحي، وإلقائها في معترك الأهواء، وإبعادها من نمير صاحب الرسالة وأهل بيته سلام الله عليهم أجمعين وفضائلهم.
وهذه سيرة سار عليها قضت على معالم الدين وضربت صميم الاسلام و..
مع أنا نعلم: أن الكتاب أحوج إلى السنة إلى الكتاب - جامع بيان العلم ٢ / ١٩١ - وإن متشابهات القرآن لا ترفع إلا بالسنة، وهما لا يتفارقان حتى يردا على النبي الحوض...
فحق لنا أن نعد - بعد كل هذا - أن هذا أهم مطاعن الرجل وأعظم مساوئه.
وقولته لأبي هريرة وكعب الأحبار وغيرهما معروفة، أورد جملة منها في كنز العمال ٥ / ٢٣٩، وتاريخ ابن كثير ٨ / ١٠٦ وغيرهما.
وجاء في شرح النهج لابن أبي الحديد ١ / ١٧٤: قيل لابن عباس لما أظهر قوله في العول بعد موت عمر - ولم يكن قبل يظهره -: هلا قلت هذا وعمر حي؟!. قال: هبته.
وعن ابن عباس، قال: مكثت سنتين أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن.. كما جاء في كتاب العلم لابن عمرو: ٥٦.
وعن أبي هريرة، قال: لقد حدثتكم بأحاديث لو حدثت بها زمن عمر بن الخطاب لضربني عمر بالدرة، كما جاء في بيان العلم ٢ / ١١٢.
وعنه أيضا قال: ما كنا نستطيع أن نقول: قال رسول الله (ص) حتى قبض عمر!. تاريخ ابن كثير ٨ / ١٠٧.
وبعد كل هذا، فها هو عمر يصرح على المنبر: أحرج بالله على رجل يسأل عما لم يكن، فإن الله قد بين ما هو كائن. سنن الدارمي ١ / ٥٠، جامع بيان العلم ٢ / ١٤١.
ومن الشواهد المؤلمة قصة صبيغ - فقد رويت عن جمع من الصحابة وبألفاظ مختلفة - أن رجلا يقال له: صبيغ، قدم المدينة، فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر - وقد أعد له عراجين النخل - فقاله له: من أنت؟. قال: أنا عبد الله صبيغ، فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين فضربه!، وقال: أنا عبد الله عمر، فجعل له ضربا حتى دمي رأسه، فقال: يا أمير المؤمنين! حسبك، قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي!. وعن السائب: فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك وكان سيد قومه!. انظر: سنن الدارمي: ١ / ٥٤ و ٥٥، وتاريخ ابن عساكر ٦ / ٣٨٤، وتفسير ابن كثير ٤ / ٢٣٢، والاتقان للسيوطي ٢ / ٥، وكنز العمال ١ / ٢٢٨، ٢٢٩، وفتح الباري ٨ / ١٧، وسيرة عمر لابن الجوزي: ١٠٩، وإحياء العلوم ١ / ٣٠ وغيرها.
وبعد نهيه عن القرآن تفسيرا، والحديث رواية، والسنة تدوينا، منع عن الكتب والمؤلفات قراءة أو حفظا، ونسخا وتدوينا. وقد جاء بطرق مختلفة ومضامين متظافرة جملة من الروايات سلف بعضها، منها أنه عاقب من حفظها بل من أخبر بوجودها، وقد أصابوا عند فتح المدائن كتبا فيها علم من علوم الفرس.. وقد عاقب آخر وضربه حتى قال: دعني، فوالله لا أدع عندي شيئا من تلك الكتب إلا أحرقته، فتركه!.
وقد أمر عمرو بن العاص بإحراق كتب مدينة الإسكندرية، وتلك قصة مشهورة نقلها أكثر من واحد من المؤرخين كما في تاريخ مختصر الدول للملطي - المتوفى سنة 684 ه‍ - صفحة: 180، وتاريخ التمدن الاسلامي لجرجي زيدان 3 / 40 و 42 وغيرهما، وقد ناقشها بعض المتأخرين منا بما لا حاصل فيه، ولم نعقد حواشينا لتفصيلها، وقد أسندها وفصل البحث فيها شيخنا الأميني في غديره 6 / 297 - 302، فراجع.
ثم بعد هذا فقد حرم خليفتهم كل بحث وتحقيق - كما ذكره حجة إسلامهم الغزالي - يقول في إحياء العلوم: 1 / 30: و [عمر] هو الذي سد باب الكلام والجدل، وضرب صبيغا بالدرة لما أورد عليه سؤالا في تعارض آيتين في كتاب الله، وهجره، وأمر الناس بهجره!!.
فهل يبقى - والحال هذه - مبدأ لأصول التعليم والتعلم؟ ومن هنا قد حرمت الأمة الكثير الكثير ونزلت الحضيض ببركة تلك الدرة وصاحبها.
(٩٠)
مفاتيح البحث: الخليفة عمر بن الخطاب (8)، يوم عرفة (1)، الجهل (2)، الدفن (2)، القبر (1)، التصدّق (1)، الوراثة، التراث، الإرث (1)، صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (1)، قبر النبي (ص) (1)، أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله (5)، كتاب المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، عبد الله بن عباس (2)، كتاب تفسير ابن كثير (1)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (3)، أبو هريرة العجلي (2)، كتاب البداية والنهاية (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (1)، كتاب صحيح البخاري (3)، كتاب الطبقات الكبرى لإبن سعد (1)، كتاب فتح الباري (2)، مروان بن الحكم (1)، إبن عساكر (1)، إبن الأثير (1)، عمر بن عبد العزيز (1)، عمرو بن العاص (1)، كعب الأحبار (1)، القرآن الكريم (5)، الإخفاء (1)، الموت (1)، المنع (1)، الحج (1)، الهلاك (1)، الإستخارة (1)، الإبداع، البدعة (1)، الوفاة (1)، الجنازة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 93 94 95 97 98 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الطعن الرابع عشر: أبدع في الدين بدعا كثيرة 7
2 الطعن الخامس عشر: التفريط في بيت المال 44
3 الطعن السادس عشر: التلون في الاحكام 58
4 الطعن السابع عشر: هم بإحراق بيت فاطمة عليها السلام 59
5 الطعن الثامن عشر: قصة الشورى وما أبدع فيها 60
6 الطعن التاسع عشر: وصيته بدفنه في بيت النبي (ص) 88
7 باب (24): نسب عمر وولادته ووفاته وبعض نوادر أحواله، وما جرى بينه وبين أمير المؤمنين صلوات الله عليه 97
8 حسب عمر 109
9 مقتل عمر وكيفية قتله 113
10 باب نادر 141
11 باب (25): تفصيل مثالب عثمان وبدعه في الاحتجاج بها على المخالفين بما رووه في كتبهم وبعض أحواله 149
12 مثالب عثمان وبدعه 149
13 الطعن الأول: تولية من لا يصلح للولاية على المسلمين 149
14 الطعن الثاني: إنكار الصحابة عليه بالاجماع 162
15 الطعن الثالث: رده للحكم بن أبي العاص طريد رسول الله (ص) 169
16 الطعن الرابع: ما صنع مع أبي ذر من الإهانة والضرب والشتم وغيره 174
17 الطعن الخامس: ضرب ابن مسعود وإهانته 187
18 الطعن السادس: ما صنع بعمار بن ياسر 193
19 الطعن السابع: حرقه المصاحف وجمع الناس على قراءة زيد بن ثابت 205
20 الطعن الثامن: إيثاره أهل بيته من بيت مال المسلمين 218
21 الطعن التاسع: تعطيله للحدود الواجبة 224
22 الطعن العاشر: إنه حمى الحمى عن المسلمين 227
23 الطعن الحادي عشر: أعطى من بيت المال الصدقة المقاتلة وغيرها 230
24 الطعن الثاني عشر: أتم الصلاة في حال السفر بمنى 230
25 الطعن الثالث عشر: جرأته على الرسول (ص) ومضادته له 237
26 الطعن الرابع عشر: عدم إذعانه لقضاء رسول الله (ص) بالحق 238
27 الطعن الخامس عشر: زعم في المصحف لحنا 239
28 الطعن السادس عشر: تقديمه الخطبتين في العيدين، وقدم الصلاة عليهما 240
29 الطعن السابع عشر: إحداث الاذان يوم الجمعة رائد عن ما سنه رسول الله (ص) 242
30 الطعن الثامن عشر: مصادرة الدور حول المسجد الحرام لتوسعته وحبس من اعترض 244
31 الطعن التاسع عشر: عدم تمكنه من الاتيان بالخطبة 244
32 الطعن العشرون: جهله بالأحكام 246
33 تذييل وتتميم 253
34 نكير أبي بن كعب 269
35 نكير أبي ذر 270
36 نكير عمار بن ياسر 279
37 نكير عبد الله بن مسعود 281
38 نكير حذيفة بن اليمان 283
39 نكير المقداد 284
40 نكير عبد الرحمن بن حنبل القرشي 285
41 نكير طلحة بن عبيد الله 285
42 نكير الزبير بن العوام 287
43 نكير عبد الرحمن بن عوف 288
44 نكير عمرو بن العاص 290
45 نكير محمد بن مسلمة الأنصاري 291
46 نكير أبي موسى 292
47 نكير جبلة بن عمرو الساعدي 292
48 نكير جهجاه بن عمرو الغفاري 294
49 نكير عائشة 295
50 باب (26): الشورى واحتجاج أمير المؤمنين صلوات الله عليه على القوم في ذلك اليوم 315
51 باب (27): احتجاج أمير المؤمنين صلوات الله عليه على جماعة من المهاجرين والأنصار لم تذاكروا فضلهم في أيام خلافة عثمان وغيره مما احتج به في أيام خلافة خلفاء الجور وبعدها 407
52 باب (28): ما جرى بين أمير المؤمنين صلوات الله عليه وبين عثمان وولاته وأعوانه وبعض أحواله 449
53 باب (29): كيفية قتل عثمان وما احتج عليه القوم في ذلك ونسبه وتاريخه 475
54 باب (30): تبري أمير المؤمنين عليه السلام من دم عثمان وعدم إنكاره أيضا 499
55 باب (31): ما ورد في لعن بني أمية وبني العباس وكفرهم 507
56 باب (32): ما ورد في جمع الغاصبين والمرتدين مجملا 567
57 استدراك (تتميم) 587
58 ما ورد في أبي بكر 587
59 ما ورد في عمر 589
60 ما ورد في عثمان 598
61 ما ورد فيهما أو فيهم 600
62 ما ورد في عائشة وحفصة وبني أمية 639
63 ما ورد في أعداء آل محمد (ص) 648