يدل على انقطاع تلك الدولة بظهور العرب (1)، وعبد الملك مات وقام بعده بنوه بالدولة (2).
قلت: الغاية ليست غاية (3) لدولة عبد الملك بل غاية لكونهم لا يزالون مشردين في البلاد مقهورين، وذلك الانقهار وإن كان أصله من عبد الملك إلا أنه استمر في زمان أولاده إلى حين انقضاء دولتهم. وقال بعض الشارحين: إن ملك أولاده ملكه.
وهذا جواب من لم يتدبر في كلامه عليه السلام.
والعرب هاهنا هم بنو العباس ومن معهم من العرب أيام ظهور دولتهم كقحطبة بن شبيب البطائي وابنيه حميد والحسن، وكبني رزيق (4) منهم طاهر بن الحسين وإسحاق بن إبراهيم وغيرهم من العرب. وقيل: إن أبا مسلم أصله عربي.
قوله عليه السلام: والعهد القريب.. قال ابن أبي الحديد (5).. أي عهده وأيامه عليه السلام، وكأنه (6) دفع لما عساه يتوهمونه من أنه إذا آبت إلى العرب عوازب أحلامها فيجب عليهم اتباع الدولة الجديدة في كل ما تفعله (7)، فوصاهم