له لحملها على السحر فقتله، أو كان يفشيه ويظهره للناس فيصير سببا لقتل سلمان على الوجهين، وقيل: الضمير المرفوع راجع إلى العلم، والمنصوب إلى أبي ذر أي لقتل وأهلك ذلك العلم أبا ذر، أي كان لا يحتمله عقله فيكفر بذلك، أولا يطيق ستره و صيانته فيظهره للناس فيقتلونه (1).
وقال السيد المرتضى رضي الله عنه في بعض فوائده حيث سئل عن هذا الخبر:
الجواب وبالله التوفيق إن هذا الخبر إذا كان من أخبار الآحاد التي لا توجب علما ولا تثلج صدرا، وكان له ظاهر ينافي المقطوع والمعلوم تأولنا ظاهره على ما يطابق الحق ويوافقه إن كان ذلك مستسهلا، وإلا فالواجب إطراحه وإبطاله، وإذا كان من المعلوم الذي لا يحيل سلامة سريرة كل واحد من سلمان وأبي ذر ونقاء صدر كل واحد منهما لصاحبه، وإنهما ما كانا من المدغلين في الدين ولا المنافقين فلا يجوز مع هذا المعلوم أن يعتقد أن الرسول يشهد بأن كل واحد منهما لو اطلع على ما في قلب صاحبه لقتله على سبيل الاستحلال لدمه، ومن أجود ما قيل في تأويله: أن الهاء في قتله راجع إلى المطلع، لا المطلع عليه، كأنه أراد أنه إذا اطلع على ما في قلبه و علم موافقة باطنه لظاهره وشدة إخلاصه له، اشتد ضننه به، ومحبته له، وتمسكه بمودته ونصرته فقتله ذلك الضن أو الود بمعنى أنه كاد يقتله، كما يقولون: فلان يهوى غيره، وتشتد محبته له حتى إنه قد قتله حبه، أو أتلف نفسه أو ما جرى مجرى هذا من الألفاظ وتكون فائدة هذا الخبر حسن الثناء على الرجلين، وأنه آخى بينهما وباطنهما كظاهرهما وسرهما في النقاء والصفاء كعلانيتهما. انتهى كلامه رفع الله مقامه ولا يخفى ما فيه (2).
54 - الكافي: العدة، عن سهل، عن محمد بن أرومة، عن النضر، عن يحيى بن