رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق، والنبي (صلى الله عليه وآله) نائم، فلما دخلت عليه قال الرجل: ادن إلى ابن عمك فأنت أحق به مني، فدنوت منهما، فقام الرجل و جلست مكانه، ووضعت رأس النبي (صلى الله عليه وآله) في حجري كما كان في حجر الرجل فمكثت ساعة، ثم إن النبي (صلى الله عليه وآله) استيقظ فقال: أين الرجل الذي كان رأسي في حجره؟ فقلت: لما دخلت عليك دعاني إليك، ثم قال: ادن إلى ابن عمك فأنت أحق به مني، ثم قام فجلست مكانه، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) فهل تدري من الرجل؟
قلت: لا بأبي وأمي، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ذاك جبرئيل، كان يحدثني حتى خف عني وجعي، ونمت ورأسي في حجره (1).
9 - أمالي الصدوق: الطالقاني، عن محمد بن حمدان الصيدلاني، عن محمد بن مسلم الواسطي، عن محمد بن هارون، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عبد الله زيد الجرمي، عن ابن عباس قال: لما مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعنده أصحابه قام إليه عمار بن ياسر فقال له فداك أبي وأمي يا رسول الله من يغسلك من أعضائي إلا أعانته الملائكة على ذلك، فقال له: فداك أبي وأمي يا رسول الله فمن يصلي عليك منا إذا كان ذلك منك؟ قال: مه رحمك الله، ثم قال لعلي: يا ابن أبي طالب إذا رأيت روحي قد فارقت جسدي فاغسلني، وانق غسلي وكفني في طمري هاذين، أو في بياض مصر، وبرديمان، ولا تغال في كفني، واحملوني حتى تضعوني على شفير قبري فأول من يصلي علي الجبار جل جلاله من فوق عرشه، ثم جبرئيل وميكائيل و إسرافيل في جنود من الملائكة لا يحصي عددهم إلا الله عز وجل، ثم الحافون بالعرش، ثم سكان أهل السماء فسماء، ثم جل أهل بيتي ونسائي الأقربون فالأقربون، يؤمون إيماء، ويسلمون تسليما، لا يؤذوني (2) بصوت نادية (3) ولا مرنة ثم قال: يا بلال هلم علي بالناس، فاجتمع الناس فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله (متعصبا