بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢١ - الصفحة ٩٦
أو خبر كان، و " لكم " لغو، أو حال من المستكن في حسنة، أو صلة لها، لا لأسوة لأنها وصفت " إذا قالوا لقومهم " ظرف لخبر كان " إنا برآء منكم " جمع برئ كظريف وظرفاء " ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم " أي بدينكم أو بمعبودكم أو بكم وبه، فلا نعتد بشأنكم وآلهتكم " وبدا بيننا " إلى قوله: " وحده " فتنقلب العداوة والبغضاء الفة ومحبة " إلا قول إبراهيم لأبيه لاستغفرن لك " استثناء من قوله: " أسوة حسنة ".
" ربنا عليك توكلنا " متصل بما قبل الاستثناء، أو أمر من الله للمؤمنين بأن يقولوه (1) " فتنة للذين كفروا " بأن تسلطهم علينا فيفتنونا بعذاب لا نتحمله " لقد كان لكم " تكرير لمزيد الحث على التأسي بإبراهيم، ولذلك صدر بالقسم، وأبدل قوله " لمن كان يرجو الله " من " لكم " فإنه يدل على أنه لا ينبغي لمؤمن أن يترك التأسي بهم، وأن تركه مؤذن بسوء العقيدة، ولذلك عقبه بقوله: " ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد " فإنه جدير بأن يوعد به الكفرة (2).
قوله تعالى: " وبين الذين عاديتهم منهم " قال الطبرسي: أي من كفار مكة " مودة " بالاسلام، قال مقاتل: لما أمر الله سبحانه المؤمنين بعداوة الكفار عادوا أقرباءهم فنزلت والمعنى أن موالاة الكفار لا تنفع، والله سبحانه قادر على أن يوفقهم للايمان، ويحصل المودة بينكم وبينهم، وقد فعل ذلك حين أسلموا عام الفتح (3) " والله قدير " على نقل القلوب من العداوة إلى المودة " والله غفور " لذنوب عباده " رحيم " بهم إذا تابوا وأسلموا " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم " أي ليس ينهاكم عن مخالطة أهل العهد الذين عاهدوكم على ترك القتال وبرهم ومعاملتهم بالعدل، وهو قوله: " أن تبروهم وتقسطوا إليهم " أي وتعدلوا فيما بينكم وبينهم من الوفاء بالعهد، وقيل: إن المسلمين استأمروا النبي صلى الله عليه وآله في أن يبروا أقرباء هم

(1) زاد في المصدر: تتميما لما وصاهم به من قطع العلائق بينهم وبين الكفار " ربنا لا تجعلنا ".
(2) أنوار التنزيل 2: 514 و 515. واختصره المصنف (3) في المصدر: وتحصيل المودة بينكم وبينهم فكونوا على رجاء وطمع من الله ان يفعل ذلك وقد فعل ذلك حين أسملوا عام الفتح فحصلت المودة بينهم وبين المسلمين.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * الباب الثاني والعشرون * * غزوة خيبر وفدك، وقدوم جعفر بن أبي طالب (ع) * والآيات فيه، وفيه: 37 - حديثا 1
2 فرار عمر بن الخطاب، وقول الرسول صلى الله عليه وآله لأعطين الراية.. 3
3 الرؤيا التي رآها صفية بنت حي بن أخطب 5
4 أهدت زينب بنت الحارث شاة مشوية مسمومة للنبي صلى الله عليه وآله 6
5 قدوم جعفر يوم فتح خيبر 8
6 مرحب ورجزه 8
7 قصة أسامة بن زيد 11
8 اشعار حسان في فتح خيبر 16
9 صلاة جعفر الطيار عليه السلام 24
10 * الباب الثالث والعشرون * ذكر الحوادث بعد غزوة خيبر إلى غزوة موته، وفيه: 3 - أحاديث 41
11 قصة أم حبيبة وزوجها عبد الله وتنصره بعد الاسلام 43
12 خطبة النجاشي لتزويج أم حبيبة لرسول الله صلى الله عليه وآله 44
13 مارية وأختها سيرين 45
14 * الباب الرابع والعشرون * غزوة موته وما جرى بعدها إلى غزوة ذات السلاسل، وفيه: 12 - حديثا 50
15 شهادة زيد بن حارثة وجعفر بن أبي‌ طالب عليهما السلام 53
16 أول رجل عقر في الاسلام جعفر بن أبي طالب عليهماالسلام 62
17 * الباب الخامس والعشرون * غزوة ذات السلاسل، والآيات فيه، وفيه: 9 - أحاديث 66
18 قول النبي صلى الله عليه وآله لأبي بكر: يا أبا بكر خالفت أمري 70
19 عمل عمر بن الخطاب خلاف قول رسول الله صلى الله عليه وآله 71
20 * الباب السادس والعشرون * فتح مكة، والآيات فيه، وفيه: 34 - حديثا 91
21 كتاب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة ونزول جبرئيل 94
22 بيعة النساء 98
23 دخوله صلى الله عليه وآله مكة وقوله صلى الله عليه وآله من دخل دار أبي سفيان ودار حكيم بن حزام فهو آمن، ومن أغلق بابه وكف يده فهو آمن 104
24 كيفية وشرائط بيعة النساء 113
25 أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بحبس أبي سفيان لئلا يغدر 129
26 * الباب السابع والعشرون * ذكر الحوادث بعد الفتح إلى غزوة حنين، وفيه: 7 - أحاديث 139
27 * الباب الثامن والعشرون * غزوة حنين والطائف وأوطاس وسائر الحوادث إلى غزوة تبوك، والآيات فيه، وفيه: 23 - حديثا 146
28 مر سلمان رضي الله‌تعالى عنه بنصب المنجنيق في حصن الطائف 168
29 في ولادة إبراهيم بن الرسول صلى الله عليه وآله 183
30 * الباب التاسع والعشرون * غزوة تبوك وقصة العقبة، والآيات فيه، وفيه: 28 - حديثا 185
31 تهيأ رسول الله صلى الله عليه‌ وآله إلى تبوك وخطب صلى الله عليه وآله لأصحابه 210
32 خطبة النبي صلى الله عليه وآله وفيها كلمات القصار 211
33 البكائون كانوا سبعة نفر 218
34 * الباب الثلاثون * قصة أبى عامر الراهب، ومسجد الضرار، وفيه ما يتعلق بغزوة تبوك، والآيات فيه، وفيه: 7 - أحاديث 252
35 * الباب الواحد والثلاثون * نزول سورة البراءة وبعث النبي صلى الله عليه وآله عليا (ع) بها ليقرأها على الناس في الموسم بمكة، والآيات فيه، وفيه: 11 - حديثا 264
36 * الباب الثاني والثلاثون * المباهلة وما ظهر فيها من الدلائل والمعجزات، والآيات فيه، وفيه: 20 - حديثا 276
37 جاء النبي صلى الله عليه وآله آخذا بيد علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام بين يديه وفاطمة عليها السلام خلفه 277
38 قول الزمخشري في المباهلة 280
39 قول إمام الرازي في المباهلة والكساء 282
40 إن لله تعالى عرض على آدم عليه السلام معرفة الأنبياء عليهم السلام وذريتهم 310
41 ما نقله الامامية وأهل السنة في نصارى نجران 343
42 * الباب الثالث والثلاثون * غزوة عمرو بن معدى كرب، وفيه: حديثان 356
43 * الباب الرابع والثلاثون * بعث أمير المؤمنين عليه السلام إلى اليمن، وفيه: 7 - أحاديث 360
44 * الباب‌ الخامس والثلاثون * قدوم الوفود على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسائر ما جرى إلى حجة الوداع، وفيه: 5 - أحاديث 364
45 قصة رجم امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وآله أربع مرات 366
46 قصة الملاعنة بين عويمر وامرأته خوله، ونزول آية القذف 367
47 بعث خالد بن الوليد إلى بني الحارث يدعوهم إلى الاسلام 369
48 قصة عامر بن الطفيل وقوله للنبي صلى الله عليه وآله تجعل لي الامر بعدك 372
49 * الباب السادس والثلاثون * حجة الوداع وما جرى فيها إلىالرجوع إلى المدينة، وعدد حجه وعمرته صلى الله عليه وآله، وسائر الوقايع إلى وفاته صلى الله عليه وآله وسلم، والآيات فيه، وفيه: 41 - حديثا 378
50 خطبته صلى الله عليه وآله في حجة الوداع 380
51 نزوله صلى الله عليه وآله إلى غدير خم 386
52 حج رسول الله صلى الله عليه وآله عشرين حجة 398
53 سرية أسامة بن زيد لغزو الروم 410
54 قصة مسيلمة الكذاب والعنسي الكاهن لعنهما الله 411