بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢١ - الصفحة ٧١
أن يطير قلبه مما رأى من عدة القوم وجمعهم، ورجع يهرب منهم. فنزل جبرئيل عليه السلام فأخبر محمدا (1) بما صنع عمر، وأنه انصرف وانصرف المسلمون معه، فصعد النبي صلى الله عليه وآله المنبر فحمد الله وأثنى عليه وأخبرهم بما صنع عمر، وما كان منه، و أنه قد انصرف وانصرف المسلمون معه (2) مخالفا لامري، عاصيا لقولي، فقدم عليه فأخبره بمقاله (3) ما أخبره به صاحبه، فقال له: " يا عمر عصيت الله في عرشه، و عصيتني وخالفت قولي، وعملت برأيك، لاقبح (4) الله رأيك، وإن جبرئيل عليه السلام قد أمرني أن أبعث علي بن أبي طالب في هؤلاء المسلمين، فأخبرني (5) أن الله يفتح عليه وعلى أصحابه " فدعا عليا وأوصاه بما أوصى به أبا بكر وعمر وأصحابه الأربعة آلاف، وأخبره أن الله سيفتح عليه وعلى أصحابه، فخرج علي ومعه المهاجرون والأنصار، فسار بهم سيرا غير سير أبى بكر وعمر، وذلك أنه أعنف بهم في السير حتى خافوا أن ينقطعوا (6) من التعب، وتحفى دوابهم، فقال لهم: لا تخافوا فإن رسول الله صلى الله إليه وآله قد أمرني بأمر (7) وأخبرني أن الله سيفتح علي و عليكم، فأبشروا فإنكم على خير وإلى خير، فطابت (8) نفوسهم وقلوبهم، و ساروا على ذلك السير التعب (9) حتى إذا كانوا قريبا منهم حيث يرونه ويراهم، أمر أصحابه أن ينزلوا، وسمع أهل وادى اليابس بمقدم علي بن أبي طالب وأصحابه

(1) رسول الله صلى الله عليه وآله خ ل. أقول: يوجد ذلك في تفسير فرات.
(2) في المصدرين: وانه قد انصرف بالمسلمين معه.
(3) بمقالته خ ل. مثل خ ل. أقول: في تفسير القمي: فأخبره بمثل ما اخبره به صاحبه.
(4) في تفسير القمي: (ألا قبح الله رأيك) وفى تفسير فرات: وخالفت امرى وتجليت برأيك، الا قبح الله رأيك.
(5) وأخبرني خ ل. أقول: يوجد ذلك في تفسير القمي.
(6) في تفسير فرات: ان يتقطعوا.
(7) بأمره خ ل. أقول في تفسير فرات: امرني بأمر وانا منتهى إلى امره وأخبرني.
(8) في تفسير فرات: أبشروا فإنكم عادون إلى خير، فطابت أنفسهم وسكنت قلوبهم، فسار.
(9) في تفسير القمي: (والتعب) وفى تفسير فرات: فسار كل ذلك في السير والتعب الشديد حتى باتوا قريبا منهم حيث يراهم ويرونه، وامر.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست