كنت رسول الله فسيظفرك بي من منع ظلال أصحابك أن يقع على الأرض حتى أخذوني، ومن ساق الغزلان إلى بابي حتى استخرجتني من قصري وأوقعتني في أيدي أصحابك، وإن كنت غير نبي فإن دولتك التي أوقعتني في يدك بهذه الخصلة العجيبة والسبب اللطيف ستوقعني في يدك بمثلها، قال: فصالحه رسول الله صلى الله عليه وآله على ألف أوقية من ذهب في رجب ومأتي حلة، وألف أوقية في صفر ومائتي حلة وعلى أنهم يضيفون من مر بهم من العساكر (1) ثلاثة أيام، ويزودونهم إلى المرحلة التي تليها (2)، على أنهم إن نقضوا شيئا من ذلك فقد برئت منهم ذمة الله وذمة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله ثم كر رسول الله راجعا إلى المدينة إلى إبطال كيد المنافقين في نصب ذلك العجل الذي هو أبو عامر الذي سماه النبي صلى الله عليه وآله الفاسق، وعاد رسول الله صلى الله عليه وآله غانما ظافرا (3) وأبطل الله كيد المنافقين وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بإحراق مسجد الضرار وأنزل الله عز وجل: " والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا " الآيات.
وقال موسى بن جعفر عليهما السلام: فهذا العجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله دمر الله عليه وأصابه بقولنج وفالج وجذام ولقوة (4) وبقي أربعين صباحا في أشد عذاب صار إلى عذاب الله (5).
بيان: قال الجوهري: قولهم: أباد الله خضراءهم أي سوادهم ومعظمهم، قوله: وحنت أبدانهم لعله من الحنين بمعنى الشوق، وفي بعض النسخ خبت بالخاء المعجمة والباء الموحدة، ولعله من الخبب وهو ضرب من العدو، والأوعال جمع الوعل بالفتح وككتف وهو تيس الجبل.