بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢١ - الصفحة ٢٤٥
الله صلى الله عليه وآله عسكره فوق ثنية الوداع بمن تبعه من المهاجرين، وقبائل العرب، وبني كنانة، وأهل نهامة ومزينة وجهينة وطيئ وتميم، واستعمل على المدينة عليا؟
وقال " إنه لابد للمدينة مني أو منك " واستعمل الزبير على راية المهاجرين، وطلحة بن عبيد الله على الميمنة، وعبد الرحمن بن عوف على الميسرة، وسار رسول الله صلى الله عليه وآله حتى نزل الجرف، فرجع عبد الله بن أبي بغير إذن، فقال (1) عليه السلام: " حسبي الله، هو الذي أيدني بنصره وبالمؤمنين، وألف بين قلوبهم (2) " الآية، فلما انتهى إلى الجرف لحقه علي عليه السلام وأخذ بغرز (3) رحله، وقال: يا رسول الله زعمت قريش أنك إنما خلفتني استثقالا لي (4)، فقال عليه السلام: " طال ما أذت الأمم أنبياءها أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ " فقال: قد رضيت، قد رضيت ثم رجع إلى المدينة، وقدم رسول الله صلى الله عليه وآله تبوك في شعبان يوم الثلاثاء وأقام بقية شعبان وأياما من شهر رمضان، وأتاه وهو بتبوك نحبة بن روبة (5) صاحب أيلة (6) فأعطاه الجزية، وكتب رسول الله صلى الله عليه وآله له كتابا (7)، والكتاب عندهم، وكتب أيضا

(1) في المصدر: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله (2) اقتبسه صلى الله عليه وآله من قوله تعالى: " حسبك الله هو الذي أيدك بنصره و بالمؤمنين * والف بين قلوبهم " راجع سورة الأنفال: 62 و 63.
(3) الغرز: الركاب من الجلد.
(4) في المصدر: استثقالا منى.
(5) هكذا في نسخة المصنف، وفى إعلام الورى الطبعة الأولى: نجية بن روبة وفى الطبعة الثانية: (يحنة بن رؤبة) وهو الصحيح، وهو بضم الياء وفتح الحاء والنون المشددة.
(6) قال ياقوت: أيلة بالفتح: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام وقيل: هي اخر الحجاز وأول الشام. وقال أبو عبيدة: أيلة مدينة بين الفسطاط ومكة على شاطئ بحر القلزم تعد في بلاد الشام. وقدم يوحنة بن رؤبة على النبي صلى الله عليه وآله من أيلة وهو في تبوك فصالحه على الجزية وقرر على كل حالم بأرضه في السنة دينارا فبلغ ذلك ثلاثمائة دينار واشترط عليهم قرى من مر بهم من المسلمين اه‍. أقول: يوحنة مصحف يحنه على ما قدمناه (7) نص عليه ابن هشام في السيرة والمقريزي في الامتاع وألفاظه كذلك: بسم الله الرحمن الرحيم: هذا امنة من الله ومحمد النبي رسول الله ليحنة بن رؤبة وأهل أيلة سفنهم وسيارتهم في البر والبحر، لهم ذمة الله وذمة النبي ومن كان معهم من أهل الشام وأهل اليمن وأهل البحر، فمن أحدث حدثا فإنه لا يحول ماله دون نفسه، وانه طيب لمن اخذه من الناس، وانه لا يحل ان يمنعوا ماء يردونه، ولا طريقا يريدونه من بر أو بحر.
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»
الفهرست