فقال له (1): أتحسن أن تحسب؟ قال: نعم.
فقال (عليه السلام): لعلك لا تحسن.
قال: لا بل (2) إني لأحسن الحساب.
فقال [علي] (عليه السلام): أرأيت (3) لو [كان] صب خردل في الأرض حتى سد الهواء [و] ما بين الأرض والسماء، ثم أذن لمثلك أن تنقله على ضعفك حبة حبة من [مقدار] المشرق إلى المغرب، ثم مد في عمرك واعطيت القوة على ذلك حتى تنقله وأحصيته لكان ذلك أيسر من إحصاء عدد أعوام ما لبث عرشه على الماء من قبل أن يخلق الأرض والسماء، وإنما وصفت لك [ب] بعض عشر عشير العشير من جزء مأة ألف جزء، وأستغر الله من التقليل (4) في التحديد.
قال: فحرك الرجل رأسه وقال: أشهد (5) أن لا إله إلا الله وأشهد (6) أن محمدا رسول الله (7).
[169] وروى محمد بن عليل الحائري في مزاره بإسناده عن يونس بن أبي وهب القصري قال: دخلت المدينة فأتيت أبا عبد الله (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك! أتيتك ولم أزر قبر أمير المؤمنين (عليه السلام).
فقال: بئسما صنعت، فلولا أنت من شيعتنا ما نظرت إليك، ألا تزور من يزوره الله مع الملائكة [ويزوره الأنبياء] ويزوره المؤمنون؟!
قلت: جعلت فداك! ما علمت ذلك.